دعا الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أمس، إلى التلاقي على الصعيد الداخلي والحوار وتدوير الزوايا ومحاولة معالجة الأوضاع الداخلية والصبر بعضنا على بعض»، بعدما نبه إلى ضرورة أن نكون «في حال حذر ووعي، لأن المنطقة من الآن وإلى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أي موعد الانتخابات الأميركية، تتجه إلى حماوة». ولفت قوله خلال الحديث عن الأزمة السياسية اللبنانية، أن «لا مشكلة إذا جرت الانتخابات النيابية أو الرئاسية قبلها».
وأطل نصر الله في احتفال بعيد «المقاومة والتحرير» وذكرى الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000، في بلدة النبي شيت البقاعية على الحاضرين من خلال شاشة عملاقة ووسط إطلاق نار كثيف في بيروت والضاحية الجنوبية، واعتبر أن «هناك دماء يجب أن تسال لتتحول إلى أوراق في صندوقة الرئاسة الأميركية. الإدارة الديموقراطية بحاجة إلى إنجازات بالخارج لتستفيد منها وتوظفها في معركة الانتخابات الأميركية لتبقى في السلطة، والله يعين شعوب المنطقة الذاهبة نحو مزيد من التصعيد».
وأضاف: «لا موعد جديداً لمفاوضات جنيف بالنسبة الى سورية، والمؤتمر الأخير ركز على الموضوع الإنساني، والهدنة في خطر، والجماعات المسلحة تسقطها»، ودعا إلى أن «يحافظ المحور الآخر (المساند للنظام السوري) على ما أنجز ومنع الجبهة الأخرى من تحقيق ما يصبون إليه». وإذ توقع أن تهزم «داعش» في العراق، قال إن في فلسطين المحتلة ليبرمان المتعجرف وزيراً للحرب في حكومة نتانياهو المتشددة، ماذا يعني ذلك؟ لا أريد استباق التحليلات». ودعا إلى درجة عالية جداً من الانتباه والحذر والتحمل وعدم الانكفاء، ونحن نتحمل، لأنها ترسم مصير لبنان وسورية والعراق واليمن والبحرين والمنطقة وفلسطين لعشرات السنين في الحد الأدنى». وطالب البقاعيين بمنع تطور الأحداث في البقاع (إثر الجريمة الثأرية التي طاولت أحد الشبان من آل الحجيري من بلدة عرسال).
وعن الانتخابات النيابية والرئاسية، قال نصر الله إن «من نتائج الانتخابات البلدية أنها حلت مشكلة إجراء الانتخابات النيابية، فالبلدية أعقد ومع ذلك حصلت بحرية كاملة وكانت هادئة. أما مشكلة قانون الانتخاب، فنحن نطالب بقانون جديد والرئيس نبيه بري يبذل جهوداً مضنية، نحن لا نؤيد قانون الستين ونصر نحن وحلفاؤنا على القانون الذي يعتمد النسبية بشكل كامل لإعادة تكوين السلطة». وهاجم الذين ينتقدون «الثنائية الشيعية» (تحالف حزبه وحركة أمل)، متهماً إياهم برفض النسبية لأنهم يريدون الأحادية في طوائفهم، لكنه قال: «إذا انتهت مدة المجلس النيابي الحالي، نحن مع إجراء الانتخابات في أي وضع كان، ولا فرصة لتمديد».
وشدد على أن لا مشكلة في توقيت الانتخابات الرئاسية والنيابية، معتبرا اتهام الحزب بأنه وراء تعطيل الرئاسية، «حرباً نفسية علينا وإذا لم يحصل تفاهم نحن عند التزاماتنا الأخلاقية والسياسية، ومن يريد إنجاز الاستحقاق بأسرع وقت عليه أن يناقش ويتحرك لا أن يدير ظهره». وأكد انتصار تحالف حزبه مع «أمل» في الاستحقاق البلدي.
الحياة