تتعرض نساء ريف حماة الغربي خلال انتقالهن من ريف إدلب الجنوبي لريف حماة الغربي وبالعكس لابتزاز مالي من قبل كثير من حواجز النظام التي تمتد من مدينة السقيلبية وحتى مدينة حماة وصولا لمناطق سيطرة الثوار في ريف حماة الشرقي.
في السابق وقبل عدة أشهر كان الانتقال من ريف إدلب الجنوبي باتجاه ريف حماة الغربي وبالعكس لا يستغرق وقتا طويلا ولا يكلف الكثير من المال، أما اليوم فبات الوضع مختلفا وأصبح الطريق طويلا ومكلفا للمدنيين.
فبعد إغلاق طريق قلعة المضيق السقيلبية من قبل قوات النظام أصبح الطريق الوحيد من ريف حماة الشرقي باتجاه مدينة حماة ومنها إلى الريف الغربي، وخلال مرور المدنيين -ومعظمهم من النساء- تفرض حواجز النظام على كل شخص أن يدفع مبلغا للسماح له بالمرور في ما أصبح يسميها الأهالي “تسعيرة الحاجز” التي يختلف مبلغها من حاجز إلى آخر.
أم أكرم- من ريف حماة الغربي المستقرة مع عائلتها في ريف إدلب الجنوبي- قالت للجزيرة نت كان يوجد قرابة الـ14 حاجزا لقوات النظام بين مدينة السقيلبية ومدينة حماة عدا الحواجز الطيارة.
وأضافت توجد الكثير من الحواجز بين مدينة حماة وصولا لريف حماة الشرقي، والتي تتواجد فيها حواجز طيارة لأهالي القرى الموالين للنظام، مشيرة إلى أنها كانت سابقا تذهب لقريتها عن طريق قلعة المضيق حيث كانت تدفع قرابة خمسمئة ليرة سورية أجرة طريق فقط، أما اليوم فقد تصل التكلفة لعشرين ألف ليرة سورية حسب الهوية.
وزادت أم أكرم أن المسجلة في حماة عليها أن تدفع أكثر، أما أجرة الطريق من ريف إدلب الجنوبي إلى مدينة حماة فتبلغ 2500 ليرة، ويخبرها صاحب الباص أنه سيتم إنزالها إذا كان تسجيل ولادتها بحماة، وأن عليها الدفع للحواجز حيث تختلف تسعيرة الحواجز فبعضها تأخذ ألف ليرة، وبعضها تأخذ ألفين من كل شخص، وبعضها خمسة آلاف ليرة.
وذكرت المتحدثة للجزيرة نت أن وجود ابن ضابط في الجيش في أحد الحواجز جعل تسعيرته أعلى تصل لخمسة آلاف ليرة، أما إذا كان الشخص ليس ابن مسؤول فيأخذ خمسمئة أو ألف ليرة حسب أم أكرم التي أكدت أن النساء يشعرن بالخوف والرعب أثناء المرور بحواجز النظام، وأن المتحكمين فيها لا تهمهم إلا الاستفادة المادية.
وتختلف الأسباب التي تدفع النساء وتضطرهن للمرور من تلك الحواجز، فتختلف من ذهاب لزيارة البيت أو لزراعة الأرض التي يعتشن منها أو تحصيل الرواتب التقاعدية، أما ام أكرم فتقول إنها تذهب لرؤية بيتها وتشم تراب أرضها، لكن العساكر بالحواجز يتهمونهن بالذهاب لرؤية المسلحين.
والأصعب مما سبق أن النساء قد يضطررن للانتظار وقتا طويلا، وأحيانا ليومين للانتقال من قرية إلى قرية، فضلا عن إمكانية الامتناع عن نقلهن بسبب أن تسجيلهن بحماة، أو تعرضهن للتحرش الكلامي من طرف العساكر.
وتعتقد كثير من النساء أن النظام يهدف لمنع الجميع من الذهاب إلى إدلب وإغلاقها، مع أن اللواتي يذهبن للريف الغربي والعكس مدنيات ولسن على قوائم المطلوبات للنظام اضطررن للانتقال إلى ريف إدلب الجنوبي بسبب قرب ريف حماة الغربي من القرى الموالية للنظام التي ارتكبت عدة مجازر بحق المدنيين، كالمجزرة التي ذهب ضحيتها النساء في قريتي الجلمة وحيالين وغيرهما والتي كانت بتوقيع من يعرفون بالشبيحة.
ولأهمية ريف حماة الغربي وملاصقته للقرى الموالية للنظام أفرغت قوات الأخير عددا من القرى من سكانها، واتخذتها ثكنات عسكرية كقرية المغير وبريديج بينما نزح أهالي قرى أخرى نزوحا جزئيا مثل الذي حصل في حيالين والجرنية وغيرها.
المصدر : الجزيرة