ذكر موقع SonDakika أن ندوة أقيمت اليوم السبت 31 أيار (مايو) في اسطنبول نوقشت سيكولوجية الأسرة والصعوبات التي تواجهها الأسرة السورية.
بمساهمات وزارة الأسرة والخدمات الاجتماعية في اسطنبول تمت مناقشة علم نفس الأسرة بأبعاده المختلفة في “الندوة الدولية الثالثة للأسرة” التي نظمتها مؤسسة الأسرة تحت عنوان “أن تكون عائلة في القرن الحادي والعشرين”، والتي تعد وكالة الأناضول (AA) الشريك الإعلامي العالمي لها. وفي الندوة التي أقيمت في جزيرة الحرية، ترأس جلسة علم النفس الأسري الدكتور أحمد حمدي يلدريم وفي حين أقيمت الندوة برئاسة الدكتور ملهم زهير الحراكي، ألقى كل من الدكتور مأمون توفيق مبيض والدكتور خالد الدغيم والدكتور محمد أبو هلال كلمات مهمة.
وأشار الحراكي، الذي وصف الصعوبات التي واجهتها أسر اللاجئين السوريين في السنوات الأخيرة، إلى أن الأسر مستهدفة أيضًا في الحرب وأن هناك صعوبات خاصة في دور الآباء.”لقد طورت العائلات السورية روحًا جديدة” “ورغم كل التحديات، أظهرت الأسر السورية قدرة استثنائية على الصمود والقدرة على النهوض من جديد.” ولفت الحراكي، مستخدمًا هذا التعبير، إلى أهمية وجود الأسرة رغم الحرب الأهلية في سوريا. كما أكد الحراكي أن الأسرة تشكل “رابطة قوية في مواجهة الشدائد”، موضحًا أن الأسرة الممتدة، وكذلك الأسرة النووية، اكتسبت أهمية خلال الحرب السورية. وأشار الحراكي إلى أن المشاكل التي يعاني منها الشباب في الأسر السورية قد تكون أكثر حدة خلال فترة المراهقة، وأن الشباب الذين يتعين عليهم العمل يمكنهم “أن يتولوا دور الأب”.وقال: “إن دور المرأة في الأسرة توسع خلال الحرب في سوريا، وأكد أن الأسرة السورية “أصبحت ذات روح جديدة”.”هناك حاجة إلى تدخل خاص للأسر المعرضة للخطر”.
الدكتور المبيض أحد المتحدثين عبر الفيديو من أيرلندا الشمالية وفي عرضه، تطرق إلى أهمية التربية الأبوية بالنسبة للأسرة. وأكد المبيض أن الأسرة منظومة اجتماعية متكاملة، لافتًا إلى فوائدها للكبار والصغار على حد سواء من حيث الحب ومهارات التواصل وتنمية الشخصية. وأشار المبيض إلى أنه بالإضافة إلى التوجيه والتثقيف في العلاجات للأسر، “فإن التدخل الخاص مطلوب للأسر المعرضة للخطر”، وأضاف: “لا يكفي تلبية الاحتياجات الأساسية للأطفال؛ بل يجب أيضًا إعطاء أهمية للتعليم الأخلاقي والشخصي”. وأشار مبيض، الذي قال إنه قدم الاستشارات والعلاج لأسر من بلدان مختلفة والعديد من الأمم، إلى أن عمله حقق نسبة نجاح بلغت 67 في المائة. تأثير الأم والأب على نفسية الطفل وعن تأثير الوالدين على الأبناء،
وقال الدكتور الدغيم: “إن تأثير الوالدين على الأبناء يتضاءل مع تقدم الطفل في السن”. وأضاف دغيم أن الأخلاق في الإسلام ليست فردية بل اجتماعية، وأن الأسرة هي أهم جزء في هذا المجتمع. وقال الدغيم إن الطفل “يشعر” بالبيئة التي يتواجد فيها، مشيرًا إلى أهمية السلوك المستمر والمتسق. وأضاف الدغيم أن “الأطفال الذين يتم تربيتهم على أسس فردية لا يهتمون بوالديهم في السنوات اللاحقة”. ودعا الآباء والأمهات الذين يربون أبناءهم إلى مراعاة هذا الوضع.”الأهداف الدنيوية والروحية”وفي حديثه عن دور علم النفس الإسلامي في الحياة الأسرية، تطرق أبو هلال إلى الاختلاف في مفهوم علم النفس الإسلامي، وانتقد ابتعاد علم النفس الحديث عن سياق “الثقافة والتاريخ”.
وأوضح الدكتور أبو هلال أن علم النفس الإسلامي يعتمد على مصادر العقل والتجربة والوحي، وأكد أن هناك أهدافًا دنيوية وأخرى روحية. وأشار أبو هلال إلى الأهمية التي يوليها الإسلام لمفهوم الأسرة وكذلك العلاقة بين الزوجين، وأضاف أن علم النفس الإسلامي يتعامل مع الفرد والأسرة على أساس “وجود الله ووحدانيته”.