في الصداقة يتشارك الأصدقاء الكثير من الاهتمامات والهموم والأحلام وكأنهم أخوة من أسرة واحدة وفي صداقة رانيا وجميلة يتجسد معنى الصديق الوفي في زمن منهك ومتعب لتصبح كل منهما ملجأ الراحة وأمان النفس لكليهما من خلال الماضي والحاضر والمستقبل.
تتحدث رانيا الشابة العشرينية وفرحة مرافقتها لجميلة، يترجمها بريق عيناها البنيتان الواسعتان عن مدى عمق ارتباطها بصديقتها جميلة منذ بداية مسيرتهما الدراسية في الصف الأول الابتدائي فتقول “جميلة متل أختي وأغلى من روحي وأنا كتير بحبها ومستحيل نزعل من بعض”.
تتابع رانيا حدثيها عن صديقتها وجارتها جميلة بمحبة بدت على وجنتيها الورديتين وكم كانت هي الداعم والسند الدائم لها في الأحزان قبل الأفراح فتقول” نحنا جيران لعبنا سوا وكبرنا سوا وتقاسمنا همومنا وفرحنا سوا”.
تكمل رانيا كلامها بنبرة صوت هادئة تبين كم هي سعيدة لأن الحياة أهدتها صديقة حنونة وعطوفة ك جميلة فتقول” بعتبر حالي محظوظة لأنو عندي رفيقة حنونة متل جميلة”.
تقاسمت رانيا وجميلة كل لحظات الطفولة بعبثها وبراءتها وضجيجها في مدينتهما “مدينة الدانا” في ريف إدلب الشمالي كما تقول رانيا فكانتا خير من جسّد معنى الصداقة والتعارف الحقيقي والإهداءات اللطيفة المغلفة بمعاني الصدق والتعاطف ثم أكملتا المرحلة المتوسطة بجد وتعب في مثابرة منهما على تحقيق النجاح والحلم للوصول إلى الجامعة فتقول رانيا “انا وجميلة عاهدنا بعض ندرس ونتعب مشان نبقى سوا وننجح سوا ونتخرج سوا”.
وكما دائما لابد من ثمرة المثابرة والإصرار على تحقيق الحلم هناك نتيجة الوصل إلى المبتغى، لتدخل جميلة ورانيا كلية الشريعة في محافظة إدلب “كان حلمنا دائما انا وجميلة ندخل الجامعة سوا ونتقاسم هموم الحياة وفرحها متل ماتعودنا وحمدلله حقفنا حلمنا”.
تقول رانيا بابتسامة ارتسمت على وجهها الرفيع ” عشت انا وجميلة حياتنا لحظة بلحظة حتى مانندم على شي بالمستقبل” ولأن الجمال يكمن بالرضا والقبول وبناء علاقات صادقة ورائعة فلتكن لحظاتنا ملكنا نعيشها لحظة بلحظة مع من نحب حتى لا نندم على أيام مرت دون فائدة.
الآن كلنا نهرب من واقعنا لأن زماننا أنهكنا وأتعبنا فصرنا نبحث عن راحة أنفسنا من خلال ماضينا فليكن هذا الماضي مبهج وجميل بأناس رائعين عشنا معهم حتى نستمد منه بعض القوة والتفاؤل لمستقبل سعيد.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع