يخال البعض أن فكرة تأسيس أسرة تقتصر على الزواج والإنجاب وتأمين القوت للعائلة، وأن تفاصيل الحياة كفيلة في تنشئة الأولاد وتأمين سبل نموّهم وعيشهم، حتى ان كانت الظروف المعيشيّة والاجتماعية والاقتصادية التي تعتري العائلة صعبة للغاية. حتى إن مقولة تحبيذ اعتماد الطفل على نفسه من عمرٍ صغير والتغنّي في أنه يعمل في عمرٍ مبكر دون بلوغه سن الرشد لكسب مظاهر العيش، قد تجدها بعض الأسر عاملاً مستقبليّاً ايجابيّاً قد يضمن عصامية الولد. لكن الواقع مختلف لا بل انه مناقضٌ تماماً لهذه الفرضيات الزائفة. ان عمل #الطفل في عمرٍ صغير هو نوعٌ من أنواع التسرّب المدرسي في حال حصل في الشتاء، ونوعٌ من حرمانه من حقوق الأساسيّة في حال صودف عمله في العطلة الصيفيّة. من هنا، اليكم أبرز النتائج الصادمة التي تُسفر عن دخول الأولاد سوق العمل في عمرٍ صغير.
• اضطراب العلاقة مع الأهل وانعدام التواصل البنّاء
لا بد من أن يحمّل الأولاد مسؤوليّة عدم الحصول على حقوقهم الأساسيّة في عمر الطفولة الى أهاليهم، لكن ذلك لا يتمّ آنيّاً بل بعد بلوغهم سنّ الرشد حيث تكتمل شخصيّتهم ويضحون قادرين على اتخاذ القرارات الخاصّة والتعبير عن ذواتهم ومواقفهم دون خوفٍ أو سلطة أحدٍ عليهم. وفي حال لجأ الأهل الى ارسال اولادهم الى العمل في عمرٍ صغير، فهذا يعني اصلاً قلّة وعيهم واعتبارهم متقاعسين ومفكّكين وربما يتصرفون بأنانيّةٍ تجعلهما (أو احدهما) غير مباليين بمصير أبنائهما. وعي الولد لهذه التفاصيل مستقبلاً يؤدي به الى اضطراب علاقته بأهله وخصوصاً بوالده الذي يعتبر ربّ الأسرة واساسها، كما يؤدي الى انعدام التواصل الايجابي والبناء بينهم. ما يعني أن #الأسرة التي نشأت مفكّكة في مراحلها الأولى ستستمرّ مفكّكة مستقبلاً.
النهار