سكان مخيم الركبان، المنسيون، رغم الضغط والحصار، وما يعانونه من فقر وتجويع متعمد من روسيا والنظام، إضافة للوضع الطبي الكارثي، إلا أنهم صابرون على هذه الظروف المميتة، على أن يعودوا لمناطق سيطرة النظام، الذي يقتل فيه العائدون، تقرير لموقع المونتور، ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرف.
في منطقة نائية على بعد أميال فقط من قاعدة عسكرية أمريكية، يقول نازحون سوريون محاصرون من النظام السوري وروسيا، إن استغاثاتهم للمساعدة العاجلة، وسط الظروف الكارثية التي يعيشون فيها، لم تلق آذانا ولا تعاطفا دوليا.
في مخيم الركبان، وسط صحراء سورية على الحدود مع العراق والأردن، يسكن عشرة آلاف نازح سوري، منهم 3 آلاف طفل، فروا لهذه الصحراء من تنظيم الدولة” داعش”.
حاولت حكومة النظام الضغط على أهالي المخيم للعودة لمناطق سيطرته، عبر قطع الإمدادات الغذائية والطبية والإنسانية عنهم، وكانت آخر زيارة للمبعوث الإنساني للأمم المتحدة في 2019، قدم طعاما يكفي شهرا واحدا، ثم لم يعد من جديد!!
الأطفال يموتون أمام الفرق الطبية الأمريكية
يقول أبو خالد أحد سكان الركبان” “لا ننسى قيمة محاربة الجيش الأمريكي لتنظيم الدولة الإسلامية والإرهاب، ولكن عندما يمرض أحد أطفالنا أو نسائنا، يموتون أمام الجيش الأمريكي، على الرغم من أن لديهم فريقًا طبيًا مجهزًا بكل شيء”.
تتواجد على بعد 34 ميلا قوات أمريكية من 200 جندي في محمية التنف، التي تعرضت مؤخرا لهجوم بطائرة مسيرة اتهمت إيران بها، لا يملك سكان المخيم أحدا يلجؤون له ويستغيثون به إلا القوات الأمريكية وإدارة الرئيس الأمريكي بايدن.
يقول أبو خالد إنه كان وغيره من سكان الركبان متفائلين في البداية بأن الإدارة الأمريكية الجديدة ستزود مخيمهم بالمساعدات الإنسانية التي طال انتظارها. بعد انتخاب الرئيس جو بايدن ، قال: “كنا نأمل أن يتغير الوضع أو أن يفتحوا طريقًا لنا باتجاه شمال سوريا”.
تقول فرقة العمل للطوارئ السورية في الركبان “SETF”، إن مساعدة هؤلاء المدنيين هي إجراء قليل التكلفة، لكنه سيبدو إنسانيا لواشنطن. وتطالب الفرقة التي مقرها واشنطن وتدير صيدلية مجانية، أنه يجب على البيت الأبيض منح الإذن لوزارة الدفاع والتحالف لتقديم الغذاء والدواء والضروريات الصحية بانتظام، عبر محمية التنف، وتسهيل إجلاء النازحين بشكل آمن منه.
تجاهل متعمد للمخيم من الإدارة الأمريكية
يقول معاذ مصطفى، المدير التنفيذي لمجموعة “سيتف” آمل أن تقدم إدارة بادين الدعم للمخيم، حتى لا تبدو قيمها متناقضة. لم تتحدث الإدارة الأمريكية كثيرا عن المخيم، إلا بإدانة السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد في أبريل/نيسان الفائت، واعتبرت ما يحدث في الركبان أزمة أخلاقية مؤثرة. أما المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، فقد رفض التعليق على المخيم، خلال حديثه للمونتير.
قال مصطفى، أنهم يحاولون إقناع النظام السوري وروسيا بالسماح للقوافل الإنسانية بالذهاب للمخيم، كونها تحاصره وتمنع عنه المساعدات. كما أن مجموعة “سيتف” ترجو من الولايات المتحدة السماح للأطباء من القطاع الخاص بالوصول للمخيم، أو إرسال طبيب خاص من المحمية في زيارة أسبوعية.
عرض الطبيب السوري المقيم بشيغاغو زاهر سحلول مدير مؤسسة “ميدكلوبال” أن يذهب للمخيم، لكن الأردن أغلق حدوده مع اللاجئين عام 2016، ولم تسمح الحكومة الأمريكية له بالدخول من قاعدة التنف. وضع المرأة الحامل مريع هناك،يجب عليهن الاختيار بين الذهاب لمناطق سيطرة النظام أو أن تشرف على ولادتهن قابلة أو ممرضة غير محترفة أو متمرسة.
أصبح المخيم نقطة سوداء للإدارة الأمريكية، يقول الطبيب سحلول. لا أعلم كم هو معقد أن تقدم بعض الدواء والطعام، الذي يبعد خمس أو عشر دقائق، من التنف.
سكان المخيم يفضلون المعاناة على الذهاب لمناطق سيطرة النظام
يقع المخيم في منطقة نصف قطرها محمي من قبل أي هجوم، في التنف، من أمريكا، ما يؤمن لهم حماية من هجمات النظام أو روسيا، يقول ديفيد أديسنك مدير أبحاث في مؤسسة الدفاع عن الدمقراطيات بواشنطن. وتلقي روسيا والنظام اللوم على واشنطن لظروف المخيم، وتقييد حركة المدنيين الراغبين بالعودة لمناطق سيطرة النظام،يقول ديفيد. ويتابع، أنه لا يزال يتعين على سكان الركبان التأقلم مع المجاعة والحرمان الطبي.
ترجمة/محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع