يشهد الريف الجنوبي لمحافظة حلب منذ قرابة الشهر معارك ضارية بين كتائب الثوار التي تحاول صد الهجوم الموجه ضدها، وبين قوات النظام والميليشيات المساندة له بالسيطرة على كامل الريف الجنوبي لمدينة حلب.
هذه الحرب التي نشبت في مناطق الريف، ومع القصف المكثف من الطائرات الروسية وراجمات الصواريخ لمواقع كتائب الثوار، أجبر سكان الريف الجنوبي لحلب على ترك منازلهم والتوجه إلى مناطق قد تكون أكثر أمناً حسب تصورهم، حيث اضطرت أكثر من 20ألف عائلة إلى التوجه نحو أرياف إدلب، لتقيهم شر الحرب الدائرة فوق مناطقهم، وقصف طائرات لم ترحم كبيراً ولا صغيراً منهم.
محمد أحد النازحين من الريف الجنوبي ويسكن في ريف إدلب يقول: ” لقد تركنا منازلنا تحت وطأة الحرب وأتينا إلى ريف إدلب خوفاً على أطفالنا، فصدمنا بواقع مرير يكاد يفوق الحرب، فقد اضطررنا إلى أن نسكن كل 3 عائلات في خيمة واحدة، والخيمة لا تكاد تتسع لعائلة واحدة”.
ومع اقتراب فصل الشتاء يزداد الأمر تعقيداً على هؤلاء النازحين، وخاصة بالنسبة للأطفال والنساء، بسبب عدم تواجد المأوى الذي يقيهم من الأمطار والرياح، وارتفاع أسعار المحروقات بشكل كبير، وأسعار الحطب تلتهب مع اقتراب البرد والمطر، كما تعد المناطق الشمالية في ريف إدلب من المناطق الباردة بسبب ارتفاعها.
وأفاد خالد أحد النازحين المتواجدين في مخيمات ريف إدلب بالقول: ” لقد خرجنا من بيوتنا بدون أغطية أو ألبسة شتوية تقي أطفالنا من البرد والمطر، ولم نتلقى أي دعم من المنظمات المعنية باللاجئين لمساندتنا في أزمة الشتاء الذي أصبح على الأبواب”.
ويطالب النازحون المتواجدون في مخيمات ريف إدلب المنظمات أن تقف معهم في الأزمات التي تعصف بهم، وتأمين الأغطية والألبسة الشتوية للأطفال، الذين عصفت بهم الحرب وأجبرتهم على ترك منازلهم تحت وطأة ضربات الطائرات الروسية وصواريخ قوات الأسد.
المركز الصحفي السوري
أحمد الإدلبي