الجميع يتسائل عن كمية الإجرام و التعذيب للمعتقلين من خلال مشاهدة صور قيصر.
أروي لكم دقائق من التعذيب لصديقي المعتقل الشهيد “فارس القاسم ” جميع المعتقلين داخل الزنزانة تجلس بوضعية جاثياً بإتجاه جدار الزنزانة.
دخل حراس الزنزانة يحملون العصي والهروانات البلاستيكية و المطاطية وهم يشتمون الجميع بكلام قذر مثلهم.
تم سحب المعتقل فارس للخلف وأعطوه أمر مستلقياً على ظهره. وجميع المعتقلين تعلم أن هذه الجملة (مستلقياً على ظهرك) تعني أنها نهاية المعتقل.
التعذيب حتى الموت:
بعد أن استلقى فارس على ظهره بدأ ثلاثة حراس مجرمين بالتعذيب والضرب بأحذيتهم العسكرية على صدره، وحارس أخر يضربه بواسطة هروانة بلاستيكية على رأسه، وأثناء تعذيبه يقولون له (خذ ياأبو الفوارس).
و بعد أن انتهوا منه نادى السجان بصوت عالي: عندما يموت ضعوه أمام باب الزنزانة (بس يفطس حطوه عند باب المهجع).
خرجوا من الزنزانة و جثة فارس أمام عيوني تلفظ أنفاسها الأخيرة. اقتربت منه ونظرت إليه نظرات الوداع والدماء تسيل من جسده ولون جلده أزرق غامق جداً ( كحلي) من شدة التعذيب.
استشهد فارس وجاء الحارس المجرم ومعه كيس الموت الذي نضع فيه جثث المعتقلين الشهداء.
وأمَرنا الحارس أن نضع جثته داخل الكيس و عندما حملت جثته أنا وصديقي التمست جسد فارس و أنا أرتجف خوفاً عندما شعرت بعظامه المتفتتة و أضلاعه المتكسرة بين يدي، و قفصه الصدري مثل قطع الحصى و الحجارة الناعمة مُفرطة و متفتتة بشكلٍ كامل، وضعناه داخل كيس الموتى، وأخذوه ليلتحق بمن سبقه من الشهداء الأبرياء المظلومين..
بقلم: محمد الشامي