في الحياة سنلتقي بالكثير من الذين لا يشعرون بآلامنا، بل ويتفننون باستنزاف جراحنا، كي يجعلو منك إنساناً حياً ميتاً.
تقول ” لين ” .. كنت طفلة حين تزوجت كان عمري 13عاماً، كانت فرحتي حينها فستان وتاج كالأميرة تجلس على عرشها، فرحتي هي فستان وهدايا، تفكيري وقتها أنني كالأميرات، دخلت منزلي بعد قول أمي: ” ابنتي اعتني بنفسك واسمعي كلام زوجك”، وهنا بدأت حياة جديدة.
بدأت المعاناة مع زوجي وأهله الذين همهم الوحيد انتقادي و إهانتي و لم أكن أفهم على زوجي وكيف يجب عليّ أن أكون امرأة في منزلي، حملت بطفلي الأول و أنا من الحين للآخر أقع في مشكلة مع زوجي وأهله الذين يعاملونني على أنني عدوة لهم و عندما كنت اذهب لوالدتي، كانت توجه لي الكلام قائلةً : أنت غبية لا تعلمين كيف تعاملين زوجك وليس من عملك اللعب مع الأطفال، اجعليه من تصرفاتك يتزوج عليكِ.
أقف صامتة و في رأسي أفكار وأسئلة، ماذا فعلت؟ لما هو غاضباً مني و أمي من ناحية أخرى، صرخ عليّ لأنني لا استوعب تنبيهاتها وتعليماتها، و أنا حامل كنت ألعب مع ابنة أخت زوجي، ومن الممكن أن تحصل مشكلة بينِ وبينَ فتاة لا تصغرني بسنتين أو ثلاثة، فكانت تأتي أمها ووالدة زوجي يقولون: تلعبين مع طفلة صغيرة، متى ستكبرين؟ تزوجتي وها أنت ستصبحين أم.
و يقولون أيضاً : الله يعين الطفل الي جاي ماذا سترى عيناه معك، أما أنا كنت اسمع واصمت لا أعرف ماذا أرد و لكن هل أنا التي عليَّ أن أكبر لمجرد أني تزوجت أم أنا أعيش سني الطبيعي بمكان لا يناسب سني، ووضعت طفلي بعد اتمام فترة الحمل طبعاً ليس من حقي اختيار اسم له فأنا صغيرة وهم أعلم مني بالاسم الذي يناسبه، “انتباه هنا أصبحت صغيرة “.
عندما يريدون أن يجعلون مني كبيرة وعندما يريدون أن يجعلون منِ صغيرة، وأنا واقفة أشاهد ما يحصل معي، ومع ذلك لم تنتهي المشاكل رغم أني ولدت لهم ذكر استمروا بخلق المشاكل، إلى أن جاء يوماً دخل زوجي المنزل و طفلي يبكي ويصرخ التفت قائلا: كالعادة لا تنفعين بشيء، فقلت اهتم به معي قليلا فأنا لا استطيع الاهتمام به وحدي، وهنا قال لي : و تردين جواب، منذ متى هذا، وهنا لم أعد أرى شيئاً، فضرب من كل جانب ولم تكن أول مرة يضربني بهذا الشكل، ولكنها كانت الأخيرة، وهو يضربني رمى بي إلى الأرض فوقعت جثة هامدة، و هذه القصة ليست الأولى ولا الأخيرة.
ارحموا البنات، قلوبهم لاتزال تنبض بالحياة واللعب والمرح، دعوهن يعشن حياتهم بما يرضي الله، لا تدخلوهن عالم غير عالمهن و لما لا نتعلم و نعتبر.
لين .. ماتت وهي لم تبلغ 15 عاما بعد،
من سيحاسب أمها التي كانت توبخها وزوّجتها وحرمتها من طفولتها، أم زوجها الذي ليس برجل أصلا، أم الأهل الذين جاءتهم فريسة يتسلون بها ويتآمرون عليها.
فاطمة أم البراء
المركز الصحفي السوري