اعترفت موسكو بصعوبة تقدم المفاوضات المستمرة حول سوريا في مدينة جنيف السويسرية، نتيجة الخلافات بين المشاركين حول الأجندة وأولوية المواضيع المطروحة للنقاش، في حين بحثت المعارضة السورية مع المبعوث الأممي إلى سوريا ملف الإجراءات الانتخابية، مجددة موقفها بعدم وجود دور لبشار الأسد ونظامه في المرحلة الانتقالية.
وعقد وفد المعارضة السورية برئاسة نصر الحريري الأربعاء، اجتماعاً المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، لبحث مسألة الانتخابات ودور هيئة الحكم الانتقالي في العملية الانتخابية، تبعه لقاء مع نائب وزير الخارجية الروسي، في حين يلتقي وفد المعارضة، اليوم الخمس، بالمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، مايكل راتني.
غاتيلوف يقر بصعوبة تقدم مفاوضات جنيف
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي “غينادي غاتيلوف” بعد اجتماعه بالمعارضة السورية في جنيف أن “الأخيرة وافقت على ضرورة إحراز تقدم في المفاوضات، واعتبر أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال متماسكاً”.
وأضاف غاتيلوف أنه لم يتم التطرق خلال اللقاء لمصير بشار الأسد، وقال “نحتاج لدعم ومشاركة كل الأطراف.. ليس فقط الجهات الراعية الثلاث (روسيا وتركيا وإيران) ولكن بعض الدول الأخرى التي لها تأثير على الأطراف على الأرض”.
ووصف المسؤول الروسي “السلال الأربع” المطروحة في مفاوضات جنيف بأنها “مهمة”، مشدداَ على ضرورة بحثها “بشكل متواز”، مقراَ بصعوبة تقدم المحادثات، نتيجة الخلافات بين المشاركين حول الأجندة وأولوية المواضيع المطروحة للنقاش.
واعتبر غاتيلوف أن” مشاركة المعارضة السورية المسلحة في مفاوضات أستانا أمر مهم”، مشيراً إلى “عدم وجود اتفاقيات حول ذلك حتى الآن”.
وكان وفد الفصائل المعارضة السورية قد قرر عدم المشاركة في مفاوضات استانا السابقة، بسبب “عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار”، الذي تم التوصل إليه برعاية روسية-تركية في 30 كانون الأول الماضي, لكن موسكو اتهمت طرفا ثالثا لم تسمه بأنه وراء مقاطعة المعارضة السورية للمحادثات.
وأشار نائب وزير الخارجية الروسي إلى أن “موسكو تقيم إيجابيا دور تركيا في عملية التسوية بسوريا، والكثير يعتمد على أنقرة”.
المعارضة تجدد موقفها من مصير الأسد
في المقابل، جددت المعارضة السورية موقفها من بقاء بشار الأسد في السلطة، وقال المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات “سالم المسلط “إن عدم وجود أي دور لبشار الأسد وأركان نظامه خلال المرحلة الانتقالية يعد من ثوابت الثورة.
وأشار إلى أن وفد المعارضة ناقش مع غاتيلوف الانتهاكات المتواصلة من قبل النظام السوري والوجود الإيراني في سوريا والتهجير القسري في العديد من المناطق، معتبراً أن قرار المشاركة في الجولة المقبلة من مفاوضات أستانا في أيار المقبل يعود إلى الفصائل المسلحة، وأنه رهن بالتطورات الميدانية.
الإجراءات الانتخابية
وكان وفد المعارضة قد اجتمع في وقت سابق من يوم الأربعاء، مع المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا، لبحث مسألة الانتخابات ودور هيئة الحكم الانتقالي في العملية الانتخابية.
وصرح رئيس الوفد المفاوض، نصر الحريري بعد الاجتماع، بالقول: “ناقشنا كيف يمكن لهيئة الحكم الانتقالية، بعد تشكيلها، وأثناء المرحلة الانتقالية، أن تتخذ الخطوات اللازمة للقيام بعملية انتخابية.. وحتى يسهل عليها إجراء انتخابات حرة ونزيهة بإشراف الأمم المتحدة، واتباع أفضل المعايير الدولية للشفافية، وحتى نستطيع أن نضمن لأهلنا التعبير بكامل إرادتهم عن كل ما يريدون في موضوع الاستفتاء على الدستور فيما يخص المرحلة الانتقالية، وعرض كافة أنواع الانتخابات المحلية والبرلمانية والرئاسية”.
وتابع الحريري: “هذه الجلسة الأولى عن الإجراءات الانتخابية لا يمكن إنهاؤها بجلسة واحدة، ننتظر أن ندخل في اللقاءات المقبلة في العمق والتفاصيل، وألا تذهب هذه النقاشات هكذا، بل تقوم في إطار التقدم في العملية السياسية بما يخدم الحل السياسي”، وفق قناة الجزيرة.
وكان كبير المفاوضين في وفد الهيئة العليا لمفاوضات جنيف “محمد صبرا” قد صرح في وقت سابق من الأربعاء إنهم ليس لديهم شريك حتى الآن في المفاوضات الجارية، وبأن مباحثاتهم لا تزال منحصرة في فريق الأمم المتحدة.
وأضاف صبرا في تصريحات نشرها موقع الهيئة العليا للمفاوضات، أن “العملية السياسية لا تزال متوقفة لأسباب أساسية وهي عدم رغبة النظام في الانخراط بشكل جدي في المفاوضات، وبالتأكيد لن تتم عملية الانتقال السياسي بيننا وبين الأمم المتحدة. هدفنا طرف آخر يمسك بسلطة أمر واقع في دمشق”.
هذا ومن المقرر أن يلتقي وفد الهيئة العليا للتفاوض، اليوم الخمس، المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، مايكل راتني.
يشار إلى أن الجولة الخامسة من مفاوضات جنيف، انطلقت قبل أسبوع، لمناقشة سلات أربع، أعلن عنها دي ميستورا في نهاية جنيف4 الذي عقد 3 آذار الحالي، وهي الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب، في ظل خلافات بين المشاركين حول أولوية المواضيع، حيث تشدد المعارضة على بحث مسألة الاسد والانتقال السياسي، بينما يطالب وفد النظام بأولوية مناقشة ملف مكافحة الإرهاب.
أورينت نت