استعادت القوات النظامية السورية وحلفاؤها أحد أحياء حلب وقُتل مزيد من المدنيين بغارات روسية وسورية وسط أنباء عن تبني موسكو سياسة «الحرب الشاملة» لدعم دمشق في تحقيق انتصار حاسم قبل وصول رئيس أميركي جديد إلى البيت الأبيض. وطالبت «منظمة الصحة العالمية» بممرات آمنة لإجلاء المدنيين من الأحياء المحاصرة شرق حلب. وقتل ١٢ مدنياً في الساعات الـ٢٤ الأخيرة على أيدي حرس الحدود التركي شمال شرقي سورية. (للمزيد)
وسيطرت القوات النظامية على حي الفرافرة في المدينة القديمة في حلب، الذي كان تحت سيطرة الفصائل منذ صيف العام 2012. وقال مصدر عسكري في دمشق إن الجيش النظامي «استعاد بالكامل حي الفرافرة الواقع شمال غربي قلعة حلب، استكمالاً للعملية العسكرية التي تم إعلانها (الخميس) والمتضمنة جانباً استطلاعياً وجوياً ومدفعياً برياً».
ووفق مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن، يشكل الحي إحدى حارات المدينة القديمة في حلب، لافتاً إلى أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على أبنية وشوارع ضيقة فقط. ويقع الحي في منطقة تماس مع مناطق سيطرة المعارضة، مشيراً إلى اشتباكات مستمرة في المنطقة.
ويعد هذا التقدم الأول للجيش النظامي داخل مدينة حلب منذ إعلانه ليل الخميس بدء هجوم هدفه السيطرة على مناطق الفصائل التي يحاصرها منذ نحو شهرين.
وبعدما كانت وتيرة الضربات خفت منذ ساعات الصباح، تجددت الغارات عصراً على أحياء عدة في شرق حلب، حيث استهدفت غارة مبنى سكنياً في حي الشعار، موقعة عدداً من القتلى بينهم طفلة علقت بين ركام الطبقة الثانية. وقال مراسل وكالة «فرانس برس» إن الطيران الحربي نفذ في شكل متزامن الغارات على أحياء عدة، بينها حي الشعار، حيث تسببت بانهيار طبقات مبنى سكني وتكدسها بعضها فوق بعض باستثناء الطابق الأرضي. وأشار إلى أن عائلة بأكملها كانت لا تزال تحت الأنقاض.
وحذرت منظمة الصحة العالمية الثلثاء، من أن المرافق الصحية في شرق حلب على وشك «التدمير الكامل». وقالت ناطقة باسم المنظمة في جنيف إنه «خلال عطلة نهاية الأسبوع وحدها أصيب أكثر من مئتي شخص بجروح ونقلوا إلى مرافق صحية تعاني نقصاً في طواقمها».
وطالبت المنظمة بفتح «طريق إنساني في شكل فوري لإجلاء المرضى والجرحى من القسم الشرقي من المدينة». واعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الثلثاء على هامش اجتماع وزراء دفاع دول الاتحاد الأوروبي في براتيسلافا إن «الهجمات المرعبة على حلب غير مقبولة أخلاقياً على الإطلاق وتشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي».
وقال ديبلوماسيون زاروا دمشق قبل أيام إن الفجوة بين موسكو من جهة وطهران ودمشق من جهة أخرى ضاقت وباتت القوات العسكرية التابعة للأطراف الثلاثة ماضية في سباق مع الزمن لتطبيق استراتيجية من أربع نقاط تضمن «تحصين» دمشق واستسلام حلب وتحقيق تقدم عسكري في مناطق أخرى وفرض تسويات مع «تطويع» الأمم المتحدة مع احتمال إجراء تغييرات سياسية قبل وصول الرئيس الأميركي الجديد إلى البيت الأبيض بداية العام المقبل. وأضافوا أن دمشق نجحت في «فرض» ممثل جديد للأمم المتحدة هو علي الزعتري مساعد المبعوث الدولي إلى ليبيا ومنحته تأشيرة دخول (فيزا) خلال أيام قليلة وسيصل إلى دمشق في الثالث من تشرين الأول (أكتوبر) خلفاً ليعقوب الحلو. كما اعتمد ستيفان دي ميستورا المبعوث الدولي ستيفاني الخوري ممثلة له في دمشق بدلاً من خولة مطر.
على جبهة أخرى، قتل 12 مدنياً بينهم خمسة أطفال وامرأتان خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة جراء إطلاق حرس الحدود الأتراك الرصاص عليهم أثناء محاولتهم العبور من ثلاث نقاط في سورية إلى تركيا، وفق ما ذكر «المرصد» الثلثاء.
وتنفي تركيا باستمرار فتح قواتها النار على المدنيين الذين يحاولون دخولها من سورية، وتؤكد أن أبوابها مشرّعة دائماً أمام السوريين الهاربين من المعارك.
الحياة اللندنية