أدت انتهاكات النظام السوري وحليفه الروسي مؤخراً على مناطق خفض التصعيد جنوب إدلب، لموجة نزوح تعتبر الأكبر منذ بدء الحملة في ٢٦ نيسان، حيث اضطر أكثر من نصف مليون نازح لترك بيوتهم و أملاكهم و نزحوا إلى المناطق المتاخمة للحدود التركية، بحثاً عن مأوى .
وفي حديثه إلى المركز الصحفي السوري، قال ” أسامة زهرة ” مدير منظمة سارد أحد المنظمات الإنسانية في الشمال السوري إن العائلات بدأت بالبحث عن مأوى ابتداءً من إدلب المدينة و ما حولها، إلا أن القسم الأكبر من العائلات توجه إلى مخيمات أطمة و عقربات الحدودية، لوجود أقارب لهم هناك أو لوجود خيم سابقة، كانوا يقطنون فيها من قبل وغالبيتهم ينحدرون من حيش و اللطامنة و كفر زيتا و كفرنبودة و خان شيخون .. .
وأضاف ” زهرة ” أن عدد العائلات النازحة زاد خمسة أضعاف عن قبل، ما أدى إلى الإسراع في إنشاء مخيم في الشيخ بحر غرب مدينة معرة مصرين، و أضاف أيضا أن الاحتياجات الحالية والضرورية للنازحين، تأمين المأوى في الدرجة الأولى، والغذاء وسلل النظافة في الدرجة الثانية .
وفي السياق ذاته؛ قال عبد اللطيف عيان رئيس المكتب الإغاثي في المجلس المحلي لقرية رام حمدان، أن أكثر من 50[ عائلة، وصلوا أطراف القرية آواخر الشهر الحالي، باحثين عن مأوى لهم، بعد أن أضطروا إلى مغادرة مدنهم، بسبب الخوف من سيطرة قوات النظام عليها، و قال أيضا أن النازحين يعيشون حالة مأساوية بسبب عدم توفر الخدمات الأولية لهم .
وأضاف ” العيان ” أننا ناشدنا المنظمات الإنسانية من أجل الإسراع في تقديم المساعدات إلى النازحين إلى أن استجابة تلك المنظمات كانت ضعيفة جدا، و لم تغطي نسبة قليلة، بالنسبة لأعداد النازحين الموجودة على أطراف القرية، مما يجعل نسبة كبيرة من تلك العائلات تفترش العراء، بسبب عدم توفر الخيام لهم .
وقال النازح من خان شيخون جنوب إدلب ” مصطفى سوسي ” والذي عين مندوب للنازحين في نفس القرية لمعرفته في أحوال النازحين، أن العائلات التي خرجت منذ بدء الحملة هي عائلات ميسورة ماديا، ما ساعدها على استئجار بيوت شمال إدلب، بينما العائلات التي نزحت مؤخرا هي عائلات فقيرة اضطرت للخروج من مدينة خان شخون، خوفاً من انتهاكات النظام بحقها و هم لا يملكون قوت يومهم وهم نسبة كبيرة جدا .
وقال النازح من بلدة حيش جنوب إدلب ” علي سلوم ” و هو مدرس أن بعد إعلان الهدنة، عدت إلى البلدة لتفقد أحوال المنزل، إلا أن طائرات النظام كانت أسرع فاستهدفت منزلي بعد وصولي بساعات، و أصبح ركام، ونجوت أنا وعائلتي بإعجوبة، وعدت إلى المدرسة في قرية رام حمدان، المكان الذي نزحت إليه في المرة الأولى قبل الهدنة، وأضاف أنه إلى الآن يوجد نازحين من المناطق المتخامة للمناطق التي سيطرت عليها قوات النظام مؤخرا، ينزحون إلى شمال إدلب، ويعيشون تحت الأشجار بدون أي دعم يذكر .
ومازالت قوات النظام ترتكب الانتهاكات في أرياف إدلب وحماة واللاذقية بحق المدنيين، من تهجير وقتل وحرق للممتلكات مع وجود محاولات خجولة للفصائل في استعادة السيطرة على المناطق التي خسرتها مؤخراً .
المركز الصحفي السوري _ مصطفى هاشم