المركز الصحفي السوري
علي الحاج أحمد 13/1/2015
إن موجة الصقيع التي تتعرض لها سوريا منذ مايقارب الأسبوع، ومع وسائل التدفئة المتعددة التي يستخدمها السوريون، كالحطب والجفت وفي بعض الأحيان يستخدموا القمامة والبلاستيك من الشوارع للتدفئة، كل هذا أثر بشكل كبير على الأطفال، فالروائح المنبعثة ودخان هذه المواد جعلت المراكز الصحية بريف إدلب الجنوبي تعج، بعشرات الأطفال المصابين بالتهاب القصيبات الشعرية.
فهو مرض موسمي ولكنه أكثر قسوة هذا العام من سابقيه بسبب نقص الأدوية وطرق العلاج الغير مؤمنة، ويهدد حياة الأطفال حديثي الولادة خصوصاً، وقد توفي طفلين بريف إدلب الجنوبي متأثرين بهذا المرض، ويعتبر هذا المرض من أهم أمراض الشتاء عند الأطفال، وهو التهاب يصيب الأجزاء الانتهائية من القصبات، أو ما يسمى بالقصيبات الشعرية، مما يؤدي لتضيقها أو انسدادها مسببًا صعوبة تنفس عند الطفل، ويحدث هذا المرض بشكل نموذجي عند الأطفال الرضع ودون السنتين من العمر، وذروة حدوثه بعمر بين 3 و6 أشهر، وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث، والأطفال الذين يتلقون الحليب الصناعي أكثر من الذين يرضعون من أمهاتهم.
بحسب ماقاله”الدكتور محمد” أحد الأطباء العاملين في المركز الصحي في ريف إدلب الجنوبي، وأضاف أيضاً أن المركز الصحي لم يعد يتسع للمرضى وجميعهم من الأطفال المصابين بإلتهاب القصبات الشعرية، وأن المشكلة لا يمكن معالجتها بهذه الإمكانات المتاحة حيث نعاني من نقص كبير بالكوادر الطبية والتمريضية،والأحهزة، والمساحات الضيقة، حيث يصل عدد المرضى الوافدين إلى 200 مريض يومياً،90% من المرضى هم الأطفال، المصابين بالتهاب القصيبات الشعرية، وضيق في التنفس، وكل يوم كسابقه أو يقل قليلاً أو يزيد عدد المرضى قليلاً ولكن الواقع يزداد صعوبة مع زيادة أعداد الأطفال المرضى، ومن الجدير بالذكر أن هذا المرض معدٍ جدًا، وهو ينتشر نتيجة لمس اللعاب أو المفرزات التنفسية كالرذاذ الناتج عن العطاس والسعال، ويتم تقديم العلاج الداعم فقط، إذ ليس هناك علاج نوعي لهذا المرض، ولا تفيد مهدئات السعال ولا المضادات الحيوية في العلاج، ولكن نلجأ إلى موسعات القصبات عن طريق جهاز “إرذاذ” لتوسيع القصبات ونحن نعاني أيضاً من نقص كبير في أجهزة “الأرذاذ” ولايتوفر لدينا سوى جهازين فقط، حيث لايمكن تغطية هذا العدد الكبير من المرضى.
“السيدة عائشة” أم أحد الأطفال المصابين بمرض إلتهاب القصيبات الشعرية، وعمره شهرين، تقول أن لديه صعوبة في التنفس (وزيز – توسع فتحات الأنف – زرقة – سحب بين الأضلاع – توقف تنفس – نوبات سعال حاد – وجود حرارة عالية – ظهور علامات تجفاف – تبول أقل من المعتاد)، وأضافة أيضاً أن طفلها يعاني من هذا الأعراض منذ 15 يوم، وأنا آتي إلى المركز الصحي يومياً للعلاج، ومن المفروض أن أحصل على جلستين “رذاذ” ولاكن الإزدحام الشديد لايجعلني لايمكنني من الحصول سوى على جلسة واحدة، وأتطر إلى الذهاب إلى أحد الصيدليات المأجورة التي لديها جهاز “إرذاذ” من أجل الجلسة الثانية.
إن هذا المرض الموسمي المتمثل بالتهاب القصيبات الشعرية مشكلة بالمعنى الصحي على الأطفال فهو مرض يستمر مدة أسبوع ومن ثم ينحسر بحسب توضيح الأطباء ولكن المشكلة الرئيسية أنه يحتاج لعناية فقط ومساحة جيدة فهو مرض معد مثل الإنفلونزا، ولذا يجب أن يتم العزل ولو بالحدود الدنيا وهذا أمر مستحيل في ظل هذه الظروف الإستثنائية التي تمر بها البلاد.