أزمة خانقة يشهدها الشمال السوري المحرر في ظل موجة الحر التي بدأت مطلع الأسبوع الحالي وبلغت ذروتها اليوم الإثنين لتسجل درجات الحرارة ارتفاعا ملحوظا وصل لدرجة 48 فترة الظهيرة، و33 مساء، والأمر الذي فاقم الأزمة انقطاع التيار الكهربائي عن تلك المناطق منذ أكثر من شهر تقريبا لعدة أسباب أبرزها قيام مجهولين بعمليات تخريب متعمدة لأبراج التوتر.
وبحسب ما تناقل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فإن السبب الرئيسي في ذلك يعود لقيام أصحاب مولدات الأمبيرات برفع سعر الأمبير الواحد من 2100 ليرة إلى 2500 بعد أن تم وصل شبكة التوتر على خطوط المولدات مقابل زيادة في ساعات التشغيل تصل ل12 ساعة يوميا، إلا أن البعض اعتبر الأمر غير منصف بما أن الكهرباء تصل مجانا عن طريق مناطق النظام ودون أي تكلفة، فقاموا بوضع شروط ليسمحوا بإصلاح الأعطال المترتبة وهي أن يكون سعر الأمبير الواحد ألف ليرة سورية.
في المقابل برر مسؤولون في شركة الكهرباء والمجلس المحلي أن ارتفاع التكلفة مرتبطة بارتفاع تكاليف إصلاح الأعطال المتكررة للشبكة وبأجور العاملين القائمين على ذلك، والأمر يعود بالنفع على جميع الأطراف.
ووسط موجة الحر التي عصفت بسوريا يواجه السوريون مشكلة أخرى تضاف للقائمة ألا وهي تأمين قوالب الثلج لإطفاء الحر والعطش، فقد كان سعر القالب كاملا قبل ذلك لا يتجاوز 600 ليرة قبل الموجة، ليرتفع بشكل جنوني مع زيادة الطلب عليه إلى 2000 ليرة، فضلا عن الازدحام الشديد أمام الباعة والمشاكل الثانوية التي تنتج عن التدافع للفوز بقطعة من الثلج لرد الظمأ.
ليست مشكلة الكهرباء وتأمين قوالب الثلج وحدها ما يرهق السوريين، بل تعدت عن ذلك لتطال عملية ضخ المياه للمنازل، ففصل الصيف يتطلب استعمالا مضاعفا للمياه لتأمين الاحتياجات اليومية، ومع انقطاع الكهرباء يتم ضخها عن طريق مولدات الديزل التي تتعرض لكثير من الأعطال، ما يؤخر في دور الأحياء ويزيد من الأعباء على المواطنين في فصل الصيف الحار، فهل سيجد القائمون على المناطق المحررة حلا لهذه المشاكل 5ي القريب العاجل، أم أنها ستصبح اعتيادية للمواطن ويكون الضحية ويتحمل مزيدا من الأعباء المادية والجسدية وحتى النفسية؟.
المركز الصحفي السوري_ سماح الخالد