الفراق هو نهاية اللقاء بمن نحب هو ألم مضاعف تعجز الحروف عن وصفه أو القصص عن سرده مهما كان السبب، والموت أشد أنواع الفراق ألما.
وفي موت سحر ذكرى حزينة لا تموت مهما مضى من سنين في قلب أمجد الشاب العشريني ذو الشعر الأسود والعيون البنية، فرحيل زوجته سحر ترك ندبات جرح تكوي الفؤاد وتحبس الأنفاس بسبب قتلة لا يعرفون معنى الحياة والحب والرحمة.
فاجعة مكبلة بقيود الأسى للشاب أمجد في يوم كان أوله قصف بالصواريخ الغادرة وآخره بالبراميل المتفجرة بتاريخ ساعاته ال24 مؤلمة موجعة في 22آب عام 2016في بلدة الهبيط بريف إدلب الجنوبي، كان قصف الطيران الحربي لا يهدأ والرعب يملأ أرجاء المكان وحالة من الترقب والهلع تسكن قلوب الأهالي .
رزق أمجد وسحر بطفلة جميلة أسماها “لين” وقد أضاف وجود لين على جو العائلة الصغيرة الفرح والسرور وأدخلت البهجة إلى قلب والديها، ولكن أيام الحرب الظالمة زادت من خوف أمجد وزوجته على طفلتهما الرضيعة “لين”.
يقول أمجد ودموع الفراق تملأ عينيه وتكوي فؤاده المتعب “كنت بالحوش جنب الملجأ وزوجتي سحر راحت تحضر رضاعة الحليب ل لين بما انو القصف توقف شوية بس فجأة صارت المروحية فوق الضيعة وصارت تقصفنا بالبراميل”
موضحا حجم الألم الذي يسكن روحه عندما أسرع إلى داخل المنزل ليرى زوجته غارقة بدمائها وقد أصابتها شظية غادرة استقرت في رأسها وفارقت الحياة على إثرها.
فقدان الأم الشابة ورعاية طفلة رضيعة معاناة متعبة وحمل ثقيل يفوق قدرة أمجد الذي يتابع حديثه فيقول بنبرة صوت طغى عليها الحزن والألم” توفت زوجتي ولسه عمرها 20 سنة وتركتلي لين الي لسه ماطبقت الشهرين كان هالشي كتير صعب اتحملو” مبينا مساندة الأهل والأصدقاء ومساعدتهم له في كل لحظة وفي كل وقت.
لحظات الفراق موجعة وقاتلة لكل ملامح الفرح في حياة أمجد وفقدان الزوجة سحر الأم الشابة غيّر الحياة المفرحة إلى مآسي تجرح القلب وتشوه الروح، ولكن وجود لين خفف من هول المصاب الجلل فيتابع أمجد كلامه، فيقول ” موت سحر كان فاجعة ماقدرت اتحملها بس وجود لين خلاني اتماسك وحاول كمل حياتي طبيعي”.
لين الآن في السادسة من عمرها وهي في الصف الأول تلبس قلادة ناعمة كانت تلبسها والدتها سحر، وتحمل في قلبها حب أمها التي فارقتها بسبب الحرب الشرسة والقتلة المجرمين، شأنها في ذلك شأن الآلاف من الأطفال الذين فارقوهم أهلهم وأُجبروا على العيش بدونهم في ظروف قاسية وحرب موجعة تحمل في طياتها كل معاني القهر والفقر والفقدان.
قصة خبرية/خيرية حلاق
المركز الصحفي السوي
عين على الواقع