في الرابع من إبريل/ نيسان من العام الحالي، استيقظ أهالي خان شيخون في ريف ادلب الجنوبي على أصوات انفجارات كالعادة، ولكن هذه المرة كانت غارات الطيران الحاقد تحمل غازات سامة، وراح ضحيتها أكثر من 90 شهيدا و500 مصاب معظمهم من الأطفال والنساء وعائلات بأكملها فقد استهدف الطيران الحربي التابع للنظام السوري نوع سو 22 المدينة بغارات محملة بغاز السارين متجاهلاً القوانين والأعراف الدولية.
ردود أفعال دولية وبيانات إدانة واجتماعات لمجلس الأمن لم تجد نفعا، وكذب وافتراء من النظام السوري وحليفه الروسي فكان تبريرهم جاهزا وأنهم استهدفوا مخزنا للأسلحة الكيماوية التابع لفصائل المعارضة ظنا منهم إضاعة هذه الجريمة كسابقاتها مثل ما حصل في خان العسل في حلب ومجزرة الغوطة في ريف الشام التي راح ضحيتها أكثر من 1200 شهيد معظمهم من الأطفال وكان عقاب النظام آنذاك تسليم السلاح الكيماوي.
مجزرة الكيماوي في خان شيخون أعادت هيبة الإدارة الأمريكية أمام الشعب الأمريكي والعالم من خلال التصريحات النارية للرئيس ترامب في انتقاد سلفه أوباما أنه السبب في تمادي النظام السوري في قتل شعبه، ونتج عن هذه التصريحات تحرك أحادي الجانب وقصف مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص الشرقي التابع للنظام، ومطالبة روسيا بالضغط على حليفها بشار الأسد من أي حماقات مستقبلية، ووصف ترامب رأس النظام السوري بشار الأسد بالحيوان بعد المجزرة.
مجزرة الكيماوي كانت كفيلة في إحراج العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة والحكومات العربية أنهم شركاء في قتل الشعب السوري بصمتهم الرهيب وعدم استصدار أي قرار ملزم لوقف الأعمال العدائية من قصف أو غيره ضد الشعب السوري.
شهادات الناجين من مجزرة الكيماوي كانت أبلغ من الصور والفيديوهات بعد وقوع المجزرة، مصطفى الخالد ابن 13 عاما فقد عائلته جميعها المؤلفة من أب وأم وأربع إخوة، يقول مصطفى ” استيقظنا باكرا كعادتنا للاستعداد للذهاب إلى المدرسة وبدأت والدتي بإعداد وجبة الفطور وتساعدها أختي البالغة من العمر 14 عاما، سمعنا صوت انفجارات كالعادة ولكن لحظات كانت كفيلة أن تكون المرة الأخيرة التي أرى فيها عائلتي على قيد الحياة، كانت أمي تردد كلمات الله يهدك يا بشار وبعدها شعرنا بضيق نفس وارتعاش، فبدأت تقول كيماوي ضعو قطع قماش مبللة بالماء على أنفكم واصعدوا إلى السطح لكن إخوتي وأبي وأمي لم يستطيعوا الصعود، صعدت وحدي لأرى دخانا مثل الضباب فوق حارتنا من خوفي ركضت باتجاه الشارع كي أصرخ للدفاع المدني لإسعاف عائلتي، لكن المناظر كانت صادمة أكثر من عشرين شخصا يحاولون التنفس أو الحركة ولا يستطيعون بعدها فقدت الوعي، لأستيقظ في إحدى مشافي المناطق المحررة تأكدت لحظتها من كلام أمي أنه بالفعل كيماوي، لم أجد أحدا من عائلتي في المشفى، بعد 3 أيام تخرجت من المشفى لكي تكون الصاعقة بخبر وفاة عائلتي وبقيت وحيدا”.
حدث العدد للمجلة – محمد العلي
لتصفح العدد كاملاً
https://drive.google.com/open?id=0By3kVLqFFHSlYmlUd3NUSHVXT28