قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف، مصطفى أديب، اليوم الاثنين، إن على جميع الأطراف التعاون؛ لتسهيل تشكيل حكومة جديدة، وحث الجميع على العمل كي تنجح المبادرة الفرنسية على الفور، بينما صدرت مواقف متباينة من الطوائف الرئيسية، مما يعني أنه لا أفق لتشكيل الحكومة في المدى القصير.
وقال أديب في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام إن “أي تأخير إضافي يفاقم الأزمة ويعمقها، ويدفع الناس نحو المزيد من الفقر، والدولة نحو المزيد من العجز”.
وأضاف “لبنان لا يملك ترف إهدار الوقت وسط كم الأزمات غير المسبوقة، التي يمر بها، ماليا ونقديا واقتصاديا واجتماعيا وصحيا”.
ويطمح أديب إلى تشكيل حكومة اختصاصيين هدفها وقف الانهيار الاقتصادي المتسارع، الذي يشهده لبنان منذ عام.
وأكد أنه سيواصل العمل من أجل تشكيل الحكومة، بعد تقارير إعلامية تحدثت عن احتمال تخليه عن هذه المهمة الصعبة.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال في ختام زيارته الأخيرة لبيروت إن القوى السياسية اللبنانية تعهدت تشكيل “حكومة بمهمة محددة” مؤلفة “من مجموعة مستقلة”، وتحظى بدعم كافة الأطراف السياسية في مهلة أقصاها أسبوعين.
خلافات الطوائف
ولكن لا تلوح في الأفق أي حلول لتبديد العراقيل أمام ولادة الحكومة، مع إصرار الثنائي الشيعي ممثلا بحزب الله وحركة أمل على تسمية وزرائهم والتمسّك بحقيبة المالية، الأمر الذي تعارضه أطراف أخرى، أبرزها زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.
وقال الزعيم السني الأبرز في لبنان سعد الحريري إن وزارة المالية “ليست حقا حصريا لأي طائفة”، معتبرا أن رفض المداورة “انتهاك موصوف بحق الفرصة الأخيرة لإنقاذ لبنان”.
وأمس الأحد انتقد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي هذا المطلب، متسائلا “بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة؟ كأنها ملك لها، وتعطل تأليف الحكومة حتى الحصول على مبتغاها”.
لكن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان استنكر “ما صدر عن مرجعية دينية كبيرة بحق الطائفة الإسلامية الشيعية، ولما انحدر إليه الخطاب من تحريض طائفي يثير النعرات”.
واليوم الاثنين كتبت صحيفة الأخبار المقربة من حزب الله أن الأزمة دخلت “مرحلة مراوحة، بعد توقف الاتصالات في اليومين الماضيين بين الأطراف السياسية”.
والخميس الماضي أعلن أديب أنه اتفق مع الرئيس عون، على التريث وإعطاء المزيد من الوقت لمشاورات تشكيل الحكومة.
وكان عون كلف أديب تشكيل الحكومة في 31 أغسطس/آب الماضي خلفا لحكومة حسان دياب، التي استقالت بعد أيام من الانفجار الكارثي في مرفأ العاصمة بيروت، الذي خلف نحو 200 قتيل و6 آلاف جريح.
نقلا عن الجزيرة