“عندما تشاهد آثار بلدك تضيع وتندثر، بحكم الإهمال والسرقة، فعليك التحرك وفعل شيء” هكذا بدأ المهندس عبد الرحمن اليحيى كلماته معنا.
المهندس عبد الرحمن اليحيى ٣٩ عام، عمل لسنوات طويلة في متحف معرة النعمان التاريخي ومتحف أفاميا قرر تأسيس مركز حماية التراث الثقافي في محافظة إدلب، وخصوصاً بعد تسجيل حالات كثيرة لسرقة الأثار وتهريبها، ونقلها بطرق غير شرعية، أضف الى ذلك التدمير الكبير الذي طال آثار المنطقة، بسبب قصف قوات النظام السوري وحليفتها روسيا، خلال الأعوام الماضية.
وعندما سألنا المهندس “اليحيى” عن آلية عمل المشروع، قال لنا:
“نحن نسعى لتوثيق كافة المواقع الأثرية في الشمال السوري، وإدراجها على قائمة اليونسكو للمواقع المحمية عالمياً، كما نسعى لترميم بعض المواقع التي تعرضت للتلف والقصف والنهب، وغيرها ”
أما عن دوافعه لإنشاء هذه المبادرة، قال ، حاملاً أحد الكتب التي تتحدث عن آثار إدلب ومواقعها الأثرية:
” ما دفعني لإطلاق مبادرتي هو معرفتي بأهمية تلك الأثار، وقيمتها التاريخية الكبيرة، فكمّ الأوابد واللقى الأثرية في المنطقة كبيرٌ جداً، حيث أنك تجد كل خمس كيلومترات بقايا لخانٍ قديمٍ أو موقعٍ أثري ”
وعن الصعوبات التي تواجه عمله قال لنا:
” أبرز الصعوبات هي عدم وجودآألية للتواصل مع هيئاتٍ دوليةٍ مختصّة تساعدنا، منذ أشهرٍ أحاول التواصل مع هيئاتٍ دولية، لكني لم ألقَ الرد، كما أن مشروعي بحاجةٍ لدعمٍ ماد، وهذا أمر غير متوفرٍ”
يعمل المهندس اليحيى على حماية عدة مواقع مهمة في إدلب، ومن بينها كنيسة قلب لوزة التاريخية التي أخذت منها كنائس أوربية معروفة طرازها العمراني، ومنها كاتدرائية “نوتردام” الشهيرة في فرنسا.
المهندس اليحيى أحد أولئك الغيورين على تراث وتاريخ بلادهم، نذر خبرته وجهده في سبيل حماية الأوابد التاريحية، التي ستبقى الشاهد على تاريخ بلادنا على مر العصور، تراه كل يوم يحمل معول الحفر الأثري وبقية معدات التنقيب، يعمل دون كللٍ أو ملل ..يحفر… يدوّن ملاحظاته…. ويصور….. ليحققه حلمه التي وهب عمره له.
بقلم ضياء عسود/المركز الصحفي السوري