شهدت المنطقة أقصى جنوب البلاد في الآونة الأخيرة ارتفاع عمليات الاستهداف بحق قوات النظام والميليشيات الرديفة على يد مجهولين.
تداولت مصادر إعلام محلية ناشطة في مناطق سيطرة النظام بالأمس، مهاجمة مسلحين مجهولين بالأسلحة الرشاشة، حاجزاً عسكرياً على مدخل بلدة الرويحينة بريف القنيطرة الغربي، ما أدى إلى مصرع عنصرين اثنين من قوات النظام وإصابة آخرين بجروح.
وقبل يومين، قتل ضابط برتبة ملازم أول برفقة عنصرين في صفوف قوات النظام برصاص مجهولين، في مدينة البعث شمال القنيطرة، وقتل عنصر من ميليشيا فوج الجولان باستهداف دراجته بعبوة ناسفة مساء السبت في قريته القصيبة في الريف الجنوبي.
تصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية الهجمات ضد قوات النظام وعناصر ميليشياته، فضلاً عن متعاونين وعناصر مصالحة منخرطين في قوات النظام في مناطق مختلفة بالمحافظة.
كانت قد تمكنت قوات النظام ومليشياته الرديفة من استعادة السيطرة على محافظة القنيطرة في آب عام 2018، بموجب اتفاق المصالحة والتسوية المبرم بوساطة روسية.
وحول الأسباب الكامنة للهجمات، فمن الأهمية بمكان تناول خريطة النفوذ في المحافظة وعموم مناطق الجنوب السوري، حيث يتنافس على السيطرة إيران متمثلة بميليشياتها وأبرزها حزب الله وفوج الجولان، فضلاً عن الفرقة الرابعة حليفة إيران من جهة، وروسيا متمثلة بذراعها العسكري الفيلق الخامس وعدد من الأجهزة الأمنية للنظام من جهة أخرى.
يظهر تأثير حالة التململ والاحتقان الشعبي ضد قوات النظام وميليشياته جلياً خلف الهجمات، نظراً لعمليات الملاحقة والاعتقال بحق أبناء المنطقة ممن أجروا التسوية وممن لم يجروها.
والنظام معروف بتصفيته لبعض عناصره ممن أجروا اتفاقيات تسوية ومصالحة معه، في ظل غياب الضامن لولائهم له.
ولموقع القنيطرة الحساس المجاور مع إسرائيل، تشير بعض أصابع الاتهام إلى تورط إسرائيل في زرع البلبلة وشن عمليات غير معلنة ضد ميليشيات إيران المنتشرة في المنطقة التي تهدد مصالح إسرائيل وأمنها، بحسب وصفها.
باتت سوريا ساحة صراع دامية تدور رحاها بين قوى تتنافس على النفوذ والسيطرة على البلاد ومقدراتها، ليبقى السوريون فيها الخاسر الوحيد.
صباح نجم
المركز الصحفي السوري