فوجئ عدد كبير من السوريين بمجموعة من النساء، ممّن تحلّقن حول الموفد الأممي ستيفان دي ميستورا في الجولة الثانية من مفاوضات “جنيف 3” بين وفدي المعارضة السورية والنظام، ليتبيّن أنهن أعضاء الوفد الاستشاري النسائي للموفد الأممي، وقد جئن من خلفيات عدة، ولكن أغلبهن إما مواليات للنظام، وقادمات من مؤسساته، أو مهادنات، ما استدعى استغراب مراقبين من تشكيلة هذا الوفد.
في هذا السياق، أكدت نساء سوريات أن هذا الوفد لا يمثّل المرأة السورية التي شاركت بشكل فعّال في الثورة السورية منذ أيامها الأولى، وضحّت وتعرّضت للاعتقال والاغتصاب في معتقلات النظام. وتقول الكاتبة والناشطة ريما فليحان، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “الطريقة التي اختار دي ميستورا عبرها عضوات المجلس الاستشاري، تمّت من خلاله، وعبر مبادرة النساء من أجل السلام والديمقراطية، بما يشبه التعيين، من دون الاعتماد على استفتاءات للرأي، كما لم يتوجهن بالسؤال للنساء السوريات بشرائحهن المتعددة ليتحدثن باسمهن”.
وتضيف فليحان أنه “مع احترامي لعدد من النساء كمناضلات نسويات، أو سياسيات، إلا أنهن يتحدثن باسمهن الشخصي، وباسم ما يسمى المجلس الاستشاري، وليس باسم كل النساء السوريات”. وترى أن “الفريق النسائي يحاول تقزيم ما يجري في سورية من خلال الحديث عن أزمة، وإهمال طرح الانتقال السياسي كأساس للحل”، معتبرة أن “كون النساء فاعلات في العملية السلمية، لا يعني أن تكنّ واقفات بخانة اللاموقف”.
من جهتها، تُبدي الإعلامية السورية عروبة بركات، استغرابها من تشكيلة الوفد، الذي يعبّر عن شريحة معينة من النساء السوريات لا علاقة لها بالثورة، مشيرة إلى أن “اختيار عضوات الوفد من قبل مؤسسات غربية، تريد إعادة إنتاج النظام، أو الانقلاب على الثورة”.
وتتساءل بركات في حديث مع “العربي الجديد”، عن عضوات الوفد: “أين أمهات الشهداء؟ أين الناشطات الحقيقيات اللواتي ضحين من أجل السوريين في الداخل؟ أين المعتقلات الحقيقيات اللواتي تعرضن لكل صنوف التعذيب في معتقلات النظام؟”.
وتضمّ قائمة المجلس الاستشاري النسائي للموفد الأممي، أسماء نساء معروفات في الأوساط السورية، ومنهن الإعلامية ديانا جبور، المتحدّرة من بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، والتي بدأت العمل كصحافية في “الثورة” السورية التابعة للنظام، ثم مقدمة برامج في التلفزيون السوري، قبل أن ترأسه بعد ذلك لسنوات عدة. بعدها أصبحت جبور مديرة مؤسسة الإنتاج الدرامي في الهيئة العامة للتلفزيون، وفي بداية الثورة تولت رئاسة التحرير في صحيفة “بلدنا”، المملوكة لابن ضابط الاستخبارات، السفير السابق في الأردن، بهجت سليمان، لتعود مرة أخرى إلى إدارة مؤسسة الإنتاج الدرامي، وهي متزوجة من المخرج الفلسطيني باسل الخطيب.
منى غانم: في بداية الثورة السورية، حاول النظام تصنيع معارضة على مقاسه وتحت سقفه المنخفض، فظهر ما يُسمّى “تيار بناء الدولة”، الذي أسهمت غانم في إطلاقه لتصبح نائبة لرئيسه لؤي حسين. ثم عمدت إلى إظهار نفسها كشخصية معارضة للنظام، في موقف استدعى ولا يزال، تندّر السوريين، فهي ابنة فيصل غانم، أحد ضباط جيش النظام، وكان يدير في الثمانينيات من القرن الماضي سجن تدمر في الصحراء السورية، الذي ارتُكبت فيه المجازر بحقّ المعتقلين السياسيين، تحديداً المجزرة التي نفّذها بحق معتقلين من “الإخوان المسلمين” في عام 1980. ورغم أن غانم أنكرت هذه الرواية، إلا أن أغلب المصادر تؤكدها. وقد تسلّمت غانم رئاسة هيئة الأسرة بدعم من أسماء الأسد، ثم عملت في مؤسسات تابعة للأمم المتحدة خارج سورية.
أسماء كفتارو: حفيدة المفتي السابق لسورية أحمد كفتارو، الذي كان من المقرّبين من الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأسهم في تثبيته في السلطة من خلال تطويع المؤسسة الدينية لصالحه، وهي زوجة محمد حبش، الخطيب السابق لجامع الزهراء الدمشقي، وعضو مجلس الشعب لدورتين في عهد بشار الأسد، والذي أعلن بعد انطلاق الثورة عمّا سمّاه “الطريق الثالث” لإيجاد حل سياسي في سورية.
رجاء التلي: مديرة العلاقات العامة بمركز “سي سي أس دي أس”، وهو إحدى منظمات المجتمع الدولي المهتمة بالشأن السوري في مدينة غازي عينتاب، جنوب تركيا. التلي عضو في منظمة “سوريون مسيحيون من أجل الديمقراطية”، التي أعلن عنها أواخر عام 2011 في الولايات المتحدة، حين كانت تكمل دراستها للرياضيات في برنامج الدكتوراه في جامعة نورث أيسترن في بوسطن، ثم انتقلت منها إلى جنوب تركيا، حيث أسهمت في مبادرات تأهيل وتدريب لنساء سورية.
نوال يازجي: إحدى الناشطات في المجال النسوي السوري قبل وأثناء الثورة السورية، خصوصاً من خلال رابطة “النساء السوريات” المنبثقة عن الحزب الشيوعي السوري. انخرطت يازجي، الدمشقية المولد، في الحراك السلمي للثورة في البدايات، قبل أن تنسحب، وذكر مصدر مقرّب منها أنها “تكره النظام، ولكنها ليست مع الثورة”.
كما ضمّ الوفد العديد من الشخصيات النسائية الأخرى، ومنها المعتقلة السابقة في سجون النظام، عضو الحزب الشيوعي ماجدولين حسن، المتحدّرة من مدينة طرطوس على الساحل. حسن محامية ناشطة في مجال الدفاع عن المعتقلين، واعتقلت من قبل أجهزة النظام في عام 2013. بالإضافة إلى حسن، ضمّ الوفد إنصاف حمد، أستاذة في قسم علم الاجتماع والفلسفة بجامعة دمشق، وسبق لها أن تولّت إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة، التابعة لأسماء الأسد.
وتضيف فليحان أنه “مع احترامي لعدد من النساء كمناضلات نسويات، أو سياسيات، إلا أنهن يتحدثن باسمهن الشخصي، وباسم ما يسمى المجلس الاستشاري، وليس باسم كل النساء السوريات”. وترى أن “الفريق النسائي يحاول تقزيم ما يجري في سورية من خلال الحديث عن أزمة، وإهمال طرح الانتقال السياسي كأساس للحل”، معتبرة أن “كون النساء فاعلات في العملية السلمية، لا يعني أن تكنّ واقفات بخانة اللاموقف”.
من جهتها، تُبدي الإعلامية السورية عروبة بركات، استغرابها من تشكيلة الوفد، الذي يعبّر عن شريحة معينة من النساء السوريات لا علاقة لها بالثورة، مشيرة إلى أن “اختيار عضوات الوفد من قبل مؤسسات غربية، تريد إعادة إنتاج النظام، أو الانقلاب على الثورة”.
وتتساءل بركات في حديث مع “العربي الجديد”، عن عضوات الوفد: “أين أمهات الشهداء؟ أين الناشطات الحقيقيات اللواتي ضحين من أجل السوريين في الداخل؟ أين المعتقلات الحقيقيات اللواتي تعرضن لكل صنوف التعذيب في معتقلات النظام؟”.
وتضمّ قائمة المجلس الاستشاري النسائي للموفد الأممي، أسماء نساء معروفات في الأوساط السورية، ومنهن الإعلامية ديانا جبور، المتحدّرة من بلدة القرداحة، مسقط رأس عائلة الأسد، والتي بدأت العمل كصحافية في “الثورة” السورية التابعة للنظام، ثم مقدمة برامج في التلفزيون السوري، قبل أن ترأسه بعد ذلك لسنوات عدة. بعدها أصبحت جبور مديرة مؤسسة الإنتاج الدرامي في الهيئة العامة للتلفزيون، وفي بداية الثورة تولت رئاسة التحرير في صحيفة “بلدنا”، المملوكة لابن ضابط الاستخبارات، السفير السابق في الأردن، بهجت سليمان، لتعود مرة أخرى إلى إدارة مؤسسة الإنتاج الدرامي، وهي متزوجة من المخرج الفلسطيني باسل الخطيب.
منى غانم: في بداية الثورة السورية، حاول النظام تصنيع معارضة على مقاسه وتحت سقفه المنخفض، فظهر ما يُسمّى “تيار بناء الدولة”، الذي أسهمت غانم في إطلاقه لتصبح نائبة لرئيسه لؤي حسين. ثم عمدت إلى إظهار نفسها كشخصية معارضة للنظام، في موقف استدعى ولا يزال، تندّر السوريين، فهي ابنة فيصل غانم، أحد ضباط جيش النظام، وكان يدير في الثمانينيات من القرن الماضي سجن تدمر في الصحراء السورية، الذي ارتُكبت فيه المجازر بحقّ المعتقلين السياسيين، تحديداً المجزرة التي نفّذها بحق معتقلين من “الإخوان المسلمين” في عام 1980. ورغم أن غانم أنكرت هذه الرواية، إلا أن أغلب المصادر تؤكدها. وقد تسلّمت غانم رئاسة هيئة الأسرة بدعم من أسماء الأسد، ثم عملت في مؤسسات تابعة للأمم المتحدة خارج سورية.
أسماء كفتارو: حفيدة المفتي السابق لسورية أحمد كفتارو، الذي كان من المقرّبين من الرئيس الراحل حافظ الأسد، وأسهم في تثبيته في السلطة من خلال تطويع المؤسسة الدينية لصالحه، وهي زوجة محمد حبش، الخطيب السابق لجامع الزهراء الدمشقي، وعضو مجلس الشعب لدورتين في عهد بشار الأسد، والذي أعلن بعد انطلاق الثورة عمّا سمّاه “الطريق الثالث” لإيجاد حل سياسي في سورية.
رجاء التلي: مديرة العلاقات العامة بمركز “سي سي أس دي أس”، وهو إحدى منظمات المجتمع الدولي المهتمة بالشأن السوري في مدينة غازي عينتاب، جنوب تركيا. التلي عضو في منظمة “سوريون مسيحيون من أجل الديمقراطية”، التي أعلن عنها أواخر عام 2011 في الولايات المتحدة، حين كانت تكمل دراستها للرياضيات في برنامج الدكتوراه في جامعة نورث أيسترن في بوسطن، ثم انتقلت منها إلى جنوب تركيا، حيث أسهمت في مبادرات تأهيل وتدريب لنساء سورية.
نوال يازجي: إحدى الناشطات في المجال النسوي السوري قبل وأثناء الثورة السورية، خصوصاً من خلال رابطة “النساء السوريات” المنبثقة عن الحزب الشيوعي السوري. انخرطت يازجي، الدمشقية المولد، في الحراك السلمي للثورة في البدايات، قبل أن تنسحب، وذكر مصدر مقرّب منها أنها “تكره النظام، ولكنها ليست مع الثورة”.
كما ضمّ الوفد العديد من الشخصيات النسائية الأخرى، ومنها المعتقلة السابقة في سجون النظام، عضو الحزب الشيوعي ماجدولين حسن، المتحدّرة من مدينة طرطوس على الساحل. حسن محامية ناشطة في مجال الدفاع عن المعتقلين، واعتقلت من قبل أجهزة النظام في عام 2013. بالإضافة إلى حسن، ضمّ الوفد إنصاف حمد، أستاذة في قسم علم الاجتماع والفلسفة بجامعة دمشق، وسبق لها أن تولّت إدارة الهيئة السورية لشؤون الأسرة، التابعة لأسماء الأسد.
كما ضمّ الوفد أميرة حويجة، الناشطة في تجمّع نساء سورية من أجل الديمقراطية، العضو السابق في حزب العمل الشيوعي، ومعتقلة سابقة إبان حكم الرئيس حافظ الأسد. وأيضاً، ضمّ الوفد ريم تركماني، إحدى مؤسسات تيار ما يسمى “بناء الدولة”، ومن مؤسسي التحالف المدني السوري، وهي أستاذة متخصصة في الفيزياء الفلكية في إمبريال كوليدج لندن، وباحثة لدى الجمعية الملكية البريطانية. وضمّ الوفد أيضاً شخصية نسائية لم تظهر للإعلام، وهي رئيفة السميع، من مدينة إدلب، شمال غرب سورية، وهي كما تذكر مصادر، لا تحمل أي مؤهلات علمية، وجرى ضمها للوفد لكون أحد أشقائها في “جبهة النصرة”.
العربي الجديد