انتظر الشعب السوري في مناطق الشمال المحرر، لقاء الرئيس الروسي “بوتين” بنظيره التركي” أردوغان”، لبحث ملف الأزمة السورية والتوصل لاتفاق هدنة وقف التصعيد، علها تضمن لهم حياة يشوبها الأمان والاستقرار.
واعتقد الشعب للوهلة الأولى أن اللقاء أثمر بجهود “أردوغان” زعيم الإنسانية والمواقف النبيلة تجاه السوريين كما يسميه البعض، وتناقلت الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي نبأ عقد هدنة اعتبارا من الساعة الثانية عشرة ليلا، وبدأت الزغاريد تصدح والفرحة ملأت قلوب الناس المتعبة خوفا من القصف المكثف الذي بدأ منذ أكثر من عشرة أيام على مجمل مناطق الشمال المحرر.
لكن سرعان ماتبددت تلك الفرحة مع سماع هدير الطائرات الحربية تدوي في سماء المناطق المحررة، منذرة بجلبها الكوارث متناسية ما تم الاتفاق عليه قبل ساعات، فقد بدأ الطيران الروسي يجوب ريف ادلب الجنوبي ليلا ويلقي عليه حممه الغاضبة، ليعود صباحا ويرتكب أفظع المجازر بحق أولئك الضعفاء، فقد ارتكب مجزرة في حارم بريف ادلب الغربي راح ضحيتها 9 شهداء معظمهم أطفال، وأخرى بادلب المدينة، والتمانعة في الريف الجنوبي.
ولم ينته اليوم إلا وقد اختتمه بمجزرة في بلدة أرمناز في الريف الغربي لادلب أوقع فيها أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى معظمهم تحت أنقاض الأبنية المدمرة، ومازالت فرق الدفاع المدني تعمل جاهدة لإنقاذ من بقي على قيد الحياة منهم.
وبعد كل تلك المجازر، السؤال الذي يدور بأذهان السوريين في تلك البقعة الجغرافية الصغيرة من سوريا، والتي تضم النازح، والمهجر، وتضم من رفض الهجرة للخارج، ورفض المصالحة والعودة لحضن النظام المجرم، بل فضل البقاء في أرضه واحترام مبادئ الثورة التي خرج منذ سبع سنوات لأجلها هاتفا، مناديا بالحرية، تُرى من يقف معنا في محنتنا، من يدعم ثورتنا، من يعمل لصالحنا، من يريد للثورة الاستمرار حتى تحقيق مطالب شعب حلم بحياة لايشوبها ظلم ولا فساد، ولكن للأسف خذلنا الجميع حتى من كنا نظن لآخر لحظة أنهم معنا، لكن الله معنا وذلك يكفينا.
المركز الصحفي السوري