زهران علوش قائد جيش الإسلام الشخصية البارزة في صفوف الثورة السورية، الذي تم اغتياله بتاريخ 26 -12-2015.
كشفت صحيفة يني شفق التركية أن المخابرات الإماراتية متورطة باغتيال زهران علوش بعد تمريرها معلومات عن أماكن تواجده للنظام وروسيا، ليس فقط زهران بل حتى قيادات الصف الأول من أحرار الشام، الذين قضوا بتفجير غامض في رام حمدان عام 2014 ، والآن بعد هذا الكشف الصادم صار لزاماً علينا أن نسأل لماذا.
قبيل اغتياله بحوالي شهرين، أعلن زهران علوش عن أهم وأضخم معركة بتاريخ الثورة السورية هي معركة “الله غالب” كانت تلك المعركة قد حققت ما كان شبه مستحيل، وكاد النظام أن يسقط في دمشق بشهادة سيرغي لافروف حيث قال: لولا تدخلنا في سوريا ذلك الوقت لسقط النظام خلال اسبوعين.
معركة الله غالب التي سيطر بها جيش الإسلام على تلال استراتيجية مطلة على دمشق وقطع شريان دمشق أوتوستراد دمشق حمص وسيطر على الأركان الاحتياطية والامن العسكري وغيرها من القطع العسكرية، لتدخل روسيا على عجل في أتون الحرب إلى جانب النظام بتشجيع أمريكي إن لم يكن بإيعاز.
نعم هذه المعركة كانت ستكون قاصمة الظهر بالنسبة للنظام، وبنفس الوقت كانت سبب تدخل روسيا واستنفار أمريكا، لترسل أمريكا إلى وكلائها من دول الخليج وأوعزت لهم بتصفية زهران.
لقد تم اغتيال زهران علوش لأنه خرج عن توجيهات أمريكا وألاعيبها، ولأنه سار وفق إرادة شعب ثائر، لا وفق إملاءات أمريكا وغرف عملياتها في الموم والموك، فزهران كان رقماً صعباً في الثورة، وقد أنجز ما لم ينجزه أحد قبله ولا بعده، فهو الوحيد الذي أقام حظر طيران للمروحيات فوق الغوطة وحرم النظام من إلقاء البراميل على الغوطة بعد سيطرة جيش الإسلام على منظومة أوسا التي يمكنها إسقاط المروحيات، وهو أمر لم تصل إليه أي بقعة ثائرة غير الغوطة، فلهذا تم تصفية هذا الرقم الصعب، وقبله تم اغتيال قادة أحرار الشام لأنهم خرجوا عن التوجيهات وخططوا لغزو الساحل، وبمعنى أدق، خططوا لتجاوز الخطوط الحمراء التي رسمتها أمريكا والتي تجاوزها زهران بالفعل وكان الثمن اغتياله بأمر أمريكا التي تتفنن بعذابات السوريين وآلامهم.
واضح كم أرعبت معركة “الله غالب” كل من يرسمون خيوط اللعبة السورية، بدءً من إسرائيل وانتهاءً بواشنطن، وكيف اصطفوا صفاً واحداً لمؤازرة النظام سراً وعلناً، مع منع وصول أي سلاح نوعي للمعارضة، وخصوصاً مضادات الطائرات المحمولة على الكتف، وواضح كم هو عاثر حظ السوريين الذين لم يكفهم عدو واحد بل اجتمعت عليهم كل أمم الأرض وأصبحت ألباً واحداً عليهم، حتى اتسع الخرق على الراقع.
بقلم: محمد الشامي