كما يحصل منذ عامين مع كل اغتيال، الكل بكى خالد وخاف على هادي، الكل رثا خالد، لكن لا أحد سأل وبحث عن القاتل، لكن روح خالد اليوم، ككل الشهداء بالأمس، لا تبحث عن الرثاء لتغادر بسكينة واطمئنان، بل تصرخ طالبةً العدالة.
من اغتال خالد العيسى وكاد يغتال هادي العبد الله؟ من يحقد على الثورة وروح الثورة؟ من يحاول إسكات صوت الثورة؟ الأسدي والإيراني والروسي والداعشي البغدادي أعداء معروفون ولو فعلوها لتفاخروا بها وبكل الاغتيالات وهم أصغر من أن ينجزوا كل هذه الجرائم، وحذائهم الداعشي الكردي الأوجلاني أتفه وأرخص منهم ليستطيع فعل بعضٍ من ذلك.
من اغتال خالد هو من اغتال خمسين من قادة الثورة العسكريين والاجتماعيين في درعا فماتت الجبهة، هو من اغتال خمسين من قادة أحرار الشام وتلاهم العشرات لكل مؤثر في الثورة.
من اغتالهم إما تنظيمٌ قاعدي يحاول ابتلاع الثورة السورية مدمراً إياها عبر شرعييه وغربائه ومشروعه العدمي … والاغتيالات، أو مخابرات أوباما وأذنابها التي تحاول تدمير روح الثورة بتدمير قادتها العسكريين والسياسيين والاجتماعيين والإعلاميين المؤثرين حتى لا يبقى في الساحة إلا داعش والنظام الأسدي لتعيد تأهيله وظيفياً وتفرض استسلام الثورة.
في الغوطة عرفنا القتلة لأنهم خارج اللعبة بل هم هدفها، خارج لعبة القاعدة وأخواتها والروسي والإيراني والأسدي وأوباما وأذنابه، في تواطؤ ضمني على المصالح غير معلن وغير مكتوب بين كل هؤلاء، والهدف هو الثورة السورية أم الثورات التي تغير العالم وتحرث مستنقع المنطقة الراكد العفن، أنظمة ومجتمعات.
عرفنا القتلة في الغوطة، أما من اغتال خالد والباقين فسيبقى مسكوتاً عنه لأن أوباما وأذنابه والقاعدة وأخواتها فعلوها، نعم هم القتلة الكبار، هم من يقف وراء كل الاغتيالات فلا تبحثوا عن الأجير الذي نفذها.
خالد العيسى، سلم على كل الشهداء وقل لهم أن قاتلكم واحد والعدالة لم تتحقق بعد، والقتلة لا زالوا يتاجرون بدمهم بوقاحة مستعينين بتجار الثورة دمى أوباما وأذنابه، وكل ثائر خائن يصمت عن القاعدة ومشاريعها وفروعها، أو يخضع لأوباما وأذنابه.
خالد، لا تنسى، خذ معك كاميرتك لتتكئ بها إلى الجنة.
كلنا شركاء