خضة غير مسبوقة داخل “حزب الله” حصلت منذ قرابة الشهر تحديدا، داخل إحدى الدوائر العسكرية الضيّقة المعنيّة بالقتال في سوريا، والتنسيق مع النظام السوري، تمثلت بفرار ثلاثة منها خارج البلاد بعد اختلاس مبالغ مالية كبيرة قٌدّرت بنحو عشرون مليون دولار، كانت مُخصّصة لاعمال عسكرية في الداخل السوري، ومنطقة القلمون، مثل تحصينات وإنشاء أنفاق وبناء أبراج مراقبة، بالإضافة إلى القيام بأمور لوجستية أخرى!
مسوؤل تجهيزات!
المعلومات تؤكد ان المجموعة المؤلفة من عشرة أشخاص نجح ثلاثة منها بتهريب الأموال، إلى بلدة أوروبية قريبة عبر البحر، ومنها إلى دولة أخرى، وذلك بتسهيل من جهاز مخابراتي تابع لدولة غربيّة معنيّة بالأحداث التي تجري في سوريا.
أحدهم من آل (سرور) مسؤول عن تجهيزات “حزب الله” في الجنوب كانت له اليد الطولى في جلب الشركات الكورية إلى جنوب لبنان، والتي عملت على إحداث أنفاق تحت الأرض، وتوزيع كاميرات مراقبة بين الأشجار والصخور، قبل حرب تموز العام 2006.
صدمة في القيادة!
قيادة “حزب الله” واقعة تحت صدمة عملية الاختلاس هذه لأسباب عدة منها، ان المسؤولين الثلاثة هم من الاشخاص الموثوق بهم لدرجة ان تقاريرهم المختصة بعملهم يؤخذ بها من دون اي مراجعة وكذلك هم على تماس مباشر مع وحدة التمويل الخارجي للحزب في اميركا الجنوبية، كما يُحكى عن ان حسابات مالية كبيرة مودوعة باسمائهم في عدد من المصارف المحلية والخارجية وهذا ما سيُشكل ضربة مؤلمة لحزب الله قد تظهر نتائجها خلال الفترة المرتقبة.
تسريبات كثيرة جرت خلال الايام الاخيرة عن القاء الجهاز المضاد في حزب الله القبض على احد هذه المجموعة ضمن عملية قيل انها معقدة، لكن المعلومات تشير الى ان شيء من هذا القبيل لم يحصل إنما غرض الإشاعة كان بهدف رفع معنويات الكوادر الذين وصلهم خبر الاختلاس وبأن الامن ممسوك وكل شيء تحت السيطرة. وعلم ايضا ان قيادة الحزب وجّهت تحذير لسفارة الدولة المعنية بتسهيل عملية تهريب المسؤولون الثلاثة الا ان الاخيرة نفت تدخّلها بهذا الامر ونفت ايضا منحها هؤلاء تأشيرات دخول الى بلدها.
اختلاس تبرعات في الخارج أيضا!
يسعى “حزب الله” إلى إجراء تبديلات سريعة في عدد من المراكز الهامةن التي يعتمد عليها الحزب في عملية الدعم المادي، خصوصا وأن معلومات أخرى عن عمليات اختلاس وصلته من الخارج، أبطالها مجموعات تابعة له تعمل على جمع التبرعات من شخصيّات هامة داعمة للحزب… وعدد غير قليل منها موجود في بلاد عربية وتقوم بالتالي بتجيير مبالغ كبيرة لحسابها الخاص، وقد تمكن الحزب منذ اشهر من استدراج احد عملائه من فانزويلا الى بيروت والقبض عليه ومن ثم استرداد مبلغ كبير كان وضعه في حساب زوجته في احد المصارف اللبنانية.
وفي ضوء التحقيقات التي تجريها قيادة حزب الله حول عملية الاختلاس الأخيرة، علم أن بقية المسؤولين في الوحدة نفسها، يخضعون حاليا للتحقيق من دون أن ترشح أي معلومة حول تورّط أحدهم. ويُقال أيضا ـن نجل امين عام حزب الله حسن نصرالله جواد نصرالله، تولّى في فترة من الفترات منصب هام داخل التركيبة ذاتها، قبل أن يتحوّل إلى عمل اخر مرتبط بسلطة المال في “حزب الله”.
المصدر: أورينت نت