اليوم هو يوم المرأة العالمي، ولعل كثيراً من الجمعيات، الاتحادات، الأحزاب النسائية يحتفلون بهذا اليوم، إلا أن احتفال المرأة السورية يجب أن يكون مختلفاً قيماً بمقدار تضحياتها المبذولة في الحرب الدائرة في بلادها والتي دفعت ثمنا باهظا وكانت الضحية الكبرى في لعبة الحرب.
صنفت دراسة بريطانية حديثة مع مطلع العام الحالي أن المرأة السورية ثالث أجمل امرأة في العالم بعد المجرية والبولندية لما تتمتع به من رقة ولطف، واصفة “السوريات بأنهن ملكات العالم”، بغض النظر عن وضعها المتردي من جميع نواحي الحياة داخل بلدها ومعاناتها المستمرة منذ اندلاع الثورة إلى الآن إثر فقدها أغلى ما تملك من عائلة أو أخ، زوج، ابن، بل حتى شقاء العمر سواء كان عملها أو منزلها الذي دمرته آلة الأسد.
ذكرت وسائل إعلامية أن مركز “ستارش” البريطاني للأبحاث العلمية أصدر دراسة حديثة بعنوان “أجمل نساء العالم” معتمداً في تقييمه على عدة معايير للجمال، ومنها الرقة التي تتمتع بها والحياء في تصرفاتها، بينما للمرأة السورية منحى آخر من هذا التقييم فهي رقيقة أمر طبيعي بما أن لقبها الجنس اللطيف بينما هي ” امرأة تساوي عشر رجال ” كما وصفها رجال سوريا عندما تتحول لمُدافعة قوية عن ما تملكه أمام قوات النظام التي جعلت منها وسيلة ضغط على الرجال عندما اختطفتها وزجت أكثر من 6 آلاف امرأة في أقبية سجون الأسد مساوية إياها بالرجال فقط بوسائل التعذيب والإهانة مع التشريد فقد وصل عدد حالات العنف الجنسي من قبل قوات النظام السوري إلى أكثر من 7 آلاف، بينهنّ قرابة 850 حادثة حصلت داخل المعتقلات، و ما لا يقل عن 400 حالة عنف جنسي لفتيات دون سن الـ 18 عام، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان عام 2015.
أضافت الدراسة أن “المرأة السورية تتمتع بالقدرة الفائقة على التفاعل مع الموضة دون أن يفقدها ذلك شيئا من أنوثتها”، لافتة إلى أن أكبر أسباب انجذاب الرجال إليها هو حنانها الذي يمدها بطاقة حب كافية، والمعروف عن المرأة السورية منذ الأزل أخلاقها العالية ومحافظتها على المبادئ الدينية من ناحية اللباس والتعامل ومسايرتها وصراعها للحدث أياً كان فهي بذات الوقت الأنيقة بمظهرها والعفيفة بمضمونها، أيضاً هنا لن يقدّر النظام السوري حنانها إنما دفعه ليفكر بعقله تجاهها أثناء الأزمة لأنه يدرك أنها نصف المجتمع وقادرة على تبديل مجرى الأحداث وبناء المجتمع الذي طالبت به مراراً وتكراراً.
أشارت الدراسة إلى أن “المرأة السورية تلبى طلباتها دون عناء، وهي امرأة عاملة تحب العمل وتفضله كي تتساوى مع الرجل”، وهذا لا شك به فالمرأة بسوريا عملت جنباً إلى جنب مع الرجل خلال سنوات الثورة التي ستدخل عامها السادس بعد أيام فكانت المربية المعيلة، العاملة، الطبيبة، الإعلامية، المتأقلمة مع شتى ظروف المعيشة القاسية داخل وخارج سوريا التي يشكلن النساء المهاجرات إليها نسبة 35%، وتضحيتها الأكبر كانت لأرض وطنها عندما قدمت ما يفوق 18 ألف شهيدة، وفق توثيق الشبكة السورية.
يجب على السوريات حقاً أن تطالبن بيوم ” اليوم العالمي للمرأة السورية ” وأن ترسلن لها نساء العالم أجمع بطاقة تهنئة واحترام طالما كانت رمزاً للجمال والتضحية مع الصمود فضلاُ عن أنها دفعت ثمن الحرية لشعب بأكمله.
المركز الصحفي السوري – محار الحسن