تبني النظام الإيراني نظرية المؤامرة لتبرير طرده فريق منظمة أطباء بلا حدود الذي أتى لتقديم المساعدة حيال أزمة تفشي فايروس كورونا، يعكس مدى ارتباك وتخبط طهران في التعاطي مع هذه الأزمة.
كما أن الارتهان إلى نظرية المؤامرة ساهم في مزيد تعميق الوضع الصحي في بلد يعد الأكثر تضرّرا من هذا الوباء إلى جانب إيطاليا والصين وإسبانيا.
وأعلن مسؤول إيراني أن بلاده ترفض تواجد “قوى أجنبية” على أرضها لمكافحة فيروس “كوفيد-19″، وجاء ذلك بعد الرفض المفاجئ للنظام الإيراني تدخل منظمة أطباء بلا حدود وتقديم الدعم اللازم فيما يخص انتشار الفايروس.
من جانبه، اعتبر علي رضا وهاب زاده مستشار وزير الصحة أنه ليس من الضروري في الوقت الراهن إنشاء أسرة مستشفيات من قبل القوى الأجنبية، ووجودها مستبعد.
وأدلى وهاب زاده بتصريحاته بعد هجمات متكررة شنها المحافظون المتشددون في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، متهمين العاملين في إطار منظمة أطباء بلا حدود بأنهم “جواسيس” ودعوا إلى “منعهم” من دخول البلاد.
ووصف خبراء في مجال الصحة قرار طرد الفريق الطبي بالجريمة في حق الشعب الإيراني.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود التي أعلنت في قوت سابق أنها سترسل فريقا ولوازم طبية إلى إيران، إن “عمليتها تم تعليقها في إيران”.
وتفكر المنظمة حاليا في إرسال المساعدات التي كانت وجهتها إيران إلى دولة أخرى بحاجة لهذا الدعم. وجاء ذلك بعد أن طردت السلطات فريق من منظمة أطباء بلا حدود أتى لتقديم المساعدة في جهود مكافحة كوفيد-19.
ومنظمة “أطباء بلا حدود” هي منظمة غير ربحية وليست تحت سيطرة الحكومة الفرنسية، ومقرها يوجد في هذا البلد فقط.
وأثار الموقف الإيراني المفاجئ جدلا كبيرا، فيما رجّح مراقبون أن قرار الرفض جاء بأمر من المرشد الأعلى علي خامنئي الذي وجه اتهامات مباشرة إلى الولايات المتحدة بالوقوف وراء انتشار الوباء في إيران.
وقالت المصادر ذاتها إن تصريحات خامنئي تعكس ارتباك وتخبط النظام أمام سرعة انتشار هذا الوباء، فقد استغل هذه الأزمة للضغط على الولايات المتحدة، عوض تركيز كل الجهود الإيرانية على إنقاذ أرواح الإيرانيين وكبح انتشار هذا الفايروس الذي أودى بحياة حوالي 124 شخصا في الـ24 ساعة الماضية وفق وزارة الصحة، فيما بلغت عدد الإصابات حاجز 25 ألف مصابا.
ويشار إلى أن الحرس الثوري الإيراني بقيادة علي خامنئي يرفض عادة أي وجود أجنبي في البلاد، حتى إن كان لمنظمات إنسانية دولية، ولذلك يوجد عدد محدود من المنظمات الدولية التي تعمل في إيران.
وقالت وسائل إعلام تابعة للمعارضة الإيرانية إن ضغوطا مورست من أجل طرد الفريق الطبي التابع للمنظمة الدولية، حيث عارضت مجموعة من الأصوليين الإيرانيين ووسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري حضور الفريق لبلادهم.
وعزا خبراء في مجال الصحة ما آلت إليه الأوضاع في إيران إلى تقصير حكومي كبير في طريقة التعاطي مع هذه الجائحة وتركيز كل الجهود على استغلال هذا الظرف لتوجيه الاتهامات وتصفية الحسابات مع خصوم دوليين.
وكان من المقرر أن يتمركز فريق مكون من تسعة أطباء واختصاصيين من المنظمة في البلاد لبناء مستشفى ميداني على شكل خيمة قابلة للنفخ في مدينة أصفهان من أجل المساعدة في وقف انتشار فيروس كورونا ومعالجة المصابين.
نقلا عن صحيفة العرب