أصدرت المؤسسات والهيئات الفلسطينية العاملة في مخيم اليرموك (جنوب دمشق) بيانا مشتركا أكدت فيه استمرارها في ممارسة مهامها داخل المخيم، وطالبت بتأمين ممرات آمنة لإدخال مواد إغاثية وإنسانية على وجه السرعة، كما أكدت النأي بنفسها عن الصراع الدائر في سوريا، والتمسك بالبقاء في المخيم.
في غضون ذلك، أرسل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الجمعة مبعوثا إلى دمشق بهدف إجراء مباحثات بشأن الأزمة الإنسانية في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، في حين يشهد الحي هدوءا نسبيا بتراجع حدة الاشتباكات واحتفاظ تنظيم الدولة الإسلامية بأكثر من نصف مساحته.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن رمزي عز الدين رمزي، وهو نائب المبعوث الأممي إلى سوريا، في طريقه إلى دمشق، في حين يجري مسؤولون آخرون في الأمم المتحدة مباحثات مع النظام السوري بشأن الملف نفسه.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة دعا الخميس إلى العمل على تفادي “مجزرة” في مخيم اليرموك، وقال إن الهجوم المكثف على الحي سيشكل “جريمة حرب جديدة أفظع من سابقاتها”، مضيفا أنه “حان الوقت للقيام بعمل ملموس لإنقاذ الأرواح”.
وشدد على أنه “يجب عدم التخلي عن سكان اليرموك”، مشيرا إلى أن ما يجري بالمخيم غير مقبول، وأن سكانه وبينهم 3500 طفل -كما قال- أضحوا دروعا بشرية، وأن المخيم يشبه “مخيما للموت”، وأن سكانه وقعوا ضحية بين العناصر المسلحة داخل المخيم والقوات الحكومية بالخارج.
في هذه الأثناء، بث ناشطون سوريون صورا تظهر الدمار الناتج عن قصف جديد شنته طائرات النظام السوري على حي الحجر الأسود ومخيم اليرموك.
وشهد اليومان الماضيان تراجعا في حدة الاشتباكات بالمخيم بين كتائب أكناف بيت المقدس وتنظيم الدولة إثر تراجع الأخير عن بعض النقاط، حيث نقلت وكالة الأناضول عن ناشطين أن التنظيم سلّم النقاط التي تركها في المخيم لجبهة النصرة مع احتفاظه بأكثر من 50% من مناطق المخيم، بينما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن التنظيم يسيطر على 90% من المخيم بعد أن تغلب على كتائب أكناف بيت المقدس.
وأضافت الوكالة أن حوالي ألفين وخمسمائة فلسطيني نزحوا من المخيم في الأيام القلية الماضية إلى الأحياء والبلدات المجاورة، وأنهم يعيشون أوضاعا صعبة، بينما لا تزال المياه مقطوعة عن المخيم منذ نحو مائتي يوم بفعل الحصار المفروض من قبل النظام.
وشهد الخميس وصول شحنة للمساعدات عبر طاقم الصليب الأحمر إلى المخيم، حيث بثّ ناشطون تسجيل فيديو على موقع للتواصل الاجتماعي يظهر سكان المخيم يتلقون المساعدات من الطاقم، كما أظهرت أيضا جرحى يتلقون العلاج في مستشفى ميداني.
المصدر : الجزيرة + وكالات