يُفرِط نظام الولي الفقيه اليوم في نهجه القمعي، ويُصعِّد من أساليبه الدموية تحت ما يشاء من المسميات كل ذلك من أجل إخماد الانتفاضة والحراك الوطني الذي يسود كافة أنحاء إيران، ونتيجة لنهجه هذا وافتضاح أمره في الداخل والخارج أوشك اليوم على الزوال بعد تعاظم محنة الشعب الإيراني ومعاناة الشباب والنساء الذين يتساقطون واحدًا تلو الآخر في مقاصل الإعدامات، ولم تعد أمامهم حلولًا سوى التضحية من أجل إسقاط النظام، ولن تُجدي ممارسات النظام القمعية نفعًا، ولن يجد له مُنقذًا إذا قامت الثورة وسيُعيد التاريخ نفسه ليحيي ثورة فبراير من جديد.
سياسات النظام القمعية كالإعدام والقمع الخطف الاختفاء القسري، وعمليات الاغتصاب في الشوارع وداخل السجون، وأبشع أساليب التعذيب داخل المعتقلات والسجون، والمساس بالعِرض والكرامة، ومصادرة الرأي ومصادرة الأرواح والمعتقد والرأي لدى الآخر، والسرقة واستباحة المال العام والخاص إلخ، وهذا النهج الذي كان نتاجًا لمدرسة ولاية الفقيه القائمة في إيران وكان دستورًا ولا شيء غيره في إدارة الدولة في إيران لم يُعد له اليوم مجالًا للبقاء ذلك لأن الشعب لم يعد لديه ما يخسره، كما أن النظام قد وصل آخر أيام صلاحياته، وما نسوقه من أمثلة وغيرها توضح الوضع المأساوي القائم في إيران وما يتعرض له السجناء السياسيون خاصة النساء من اضطهاد وتعذيب قد فاق التصور، وتُظهر هذه الانتهاكات وحشية النظام الإيراني وازدراءه لمعتقدات الأقليات من أبناء الشعب الإيراني وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان بما في ذلك حقوق السجناء السياسيين.
الأقليات في إيران بين الإعدام وجحيم الحياة.
بلغت معاناة الأقليات في إيران من أكراد وعرب وبلوش وبهائيين ومسيح وصابئة حدًّا باتت فيه أرواحهم مستباحة الإعدامات في ظل تصاعد حملات الإعدام الوحشية التي تطالهم دون محاكمات عادلة هذه الأيام من أجل تركيعهم وتكميم أفواههم، ولم يعد سجل النظام الإجرامي بحق هؤلاء خافيا على أحدٍ اليوم في إيران والعالم، فالأكراد في إيران يعيشون تحت ظروف صعبة ويتعرضون للاضطهاد والاعتقالات التعسفية، ويتم إعدام أبنائهم الأكراد بشتى التهم الباطلة التي تنتهي بهم في نهاية المطاف تحت مقاصل إعدام النظام.
أما العرب في إيران فيواجهون تمييزًا واضطهادًا ممنهجًا ويتعرضون إلى اضطهاد عرقي وعقائدي شأنهم شأن الأكراد والبلوش ويقع عليهم ما يقع على أقرانهم من الأكراد والبلوش والبهائيين والمسيح وغيرهم، وأما البهائيين والمسيحيين فيتعرضون للاضطهاد العقائدي ويتعرضون للقمع وتجري بحقهم أحكاماً باطلة بالإعدام بتهمٍ باطلةٍ كالتجسس وممارسة أنشطة معادية لنظام ما يُسمى بـ الجمهورية الإسلامية، وأما اليهود فهم بخير في كل الأحوال وشؤونهم على ما يُرام؟.
الانتهاكات المنهجية في إيران
1. تتعارض حملات القمع والإعدام الموسعة في إيران مع المواثيق والأعراف الدولية لحقوق الإنسان حيث يجري انتزاع اعترافات من المعتقلين تحت التعذيب الأشخاص ويتم سجنهم وتنفيذ حكم الإعدام بحقهم في أغلب الأحيان دون محامي دفاع ودون محاكمات.
2. التصعيد من حملات القمع والإعدام هو نهج من شأنه أن ينتزع الحريات الأساسية ويؤثر عليها في ظل أجواء العسكرة الأمنية والرعب القائم في المجتمع الإيراني، خاصة وأن حرية للتعبير والتجمهر والمشاركة السياسية أمرًا لا يؤمن به النظام حتى وإن صرح بذلك.
3. تُعد حملات القمع والإعدام في إيران في حد ذاتها نهجًا يؤسس لفكر بعينه لا يشمل أحدًا في الحياة الاجتماعية والثقافية الإيرانية سوى حاشية النظام وأولئك المُنتفعين منه، وبالطبع يمكن أن تتسبب هذه الحملات وهذا النهج في تفاقم الصراعات الداخلية وتقويض السلم الاجتماعي داخلياً وإقليميًّا حيث لا تقع تبعات النهج الاستبدادي القمعي لنظام الملالي على المجتمع الإيراني فحسب بل وستمتد منه إلى المجتمعات المجاورة من خلال وسائل إعلامه وعملاء النظام في المنطقة، ولا خلاص إلا بدعم قيام الثورة في إيران لينجو الشعب الإيراني وكافة شعوب المنطقة.
د. سامي خاطر / أكاديمي وأستاذ جامعي
8bxcx7
0v6ury