بعد رحلات العذاب التي وعد بها بشار الأسد إلى “أرض الأحلام” مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينو للضغط على بولندا لفتح سفارتها بدمشق، لكسر العزلة الدولية وإعادة إنتاجه شرعيا، وغض الطرف عن الهولوكست والإبادة التي ارتكبها بحق الشعب السوري، خرج مزيد من الأصوات الأوربية تضيق الخناق على لوكاشينو، الذي قيل عن علاقة جيدة تربطه مع بوتين.
وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية لكل من كندا وأمريكا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا أدانوا سياسة بيلاروسيا في حشد المهاجرين على الحدود بالاتفاق مع بشار الأسد وفقا لتحقيق نشرته صحيفة ” لوجورنال ديمانش” الفرنسية.
ومنذ يومين فرض الاتحاد الأوربي عقوبات جديدة على بيلاروسيا بشأن تسهيل الهجرة غير الشرعية تمثلت في عقوبات على خطوط طيران وحظر أصول أفراد في الاتحاد الأوربي ومنعهم من السفر والتكتل.
وأقرّ الاتحاد أن الهجرة هذه تستخدم لأغراض سياسية واصفة إياها باللاإنسانية، حيث مات العديد من الأشخاص غرقا وبسبب البرد. حتى أن الوضع الأليم أدى إلى أن تشاهد عائلات سورية دفن أبنائها على الحدود مع بولندا عبر الجوال، كما نقلته ذلك رويترز، وعنونت له صحيفة نيويروك تايمزبـ ” ولد بحمص ومات في الحدود مع بولندا”.
هو صحيح أن لوكاشينو يصرف الانتباه ويتجاهل القانون الدولي والحريات وحقوق الإنسان على شعبه، لكنه الآن بدا يشعر بالخطر والمحاصرة الأوربية بعد إجراءات متزايدة، فبدأ بإرجاع المهاجرين من ميسنك للبلدان التي أتوا منها.
وراء ذلك كله، يخبئ نظام الأسد الذي وصل مكره إلى استغلال أزمة اللجوء وسهل السفر لمواطنيه وللمقيمين في مناطق سيطرته، من يمنيين وعراقيين، للحشد على حدود بولندا للضغط عليها لتفتح السفارة معه في دمشق، ويهدد الاتحاد الأوربي ليفك العقوبات الاقتصادية والسياسة على نظامه، تزامنا مع وعود روسية باستخدام دبلوماسيتها كي تطبع الدول العربية مع النظام السوري، وعودته للجامعة العربية.
وإذا تمكن الأسد من فتح سفارة بولندا بدمشق فسيستطيع بعدها منع المهاجرين لأوربا ، لكن الموقف الأمريكي لحد اللحظة لايزال واحد. وهو منع التطبيع مع الأسد وانتقاد شركاء أمريكا إثر أي تقرب من نظام الأسد، آخره كان بعد زيارة وزير خارجية الإمارات لدمشق واستقباله من قبل بشار الأسد واحتفاء إعلامي وسياسي بالدول التي كانت عدوة الأمس!
مقال رأي/ محمد إسماعيل
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع