قال مصدران أمنيان عراقيان إن 6 جنود قتلوا، مساء الخميس، في هجومين منفصلين شنهما تنظيم “الدولة الاسلامية”، واستعاد خلالهما حياً بالجانب الغربي للموصل شمالي البلاد.
وقال صالح نعمان الطائي، الملازم أوّل في جهاز الرد السريع (قوة تابعة لوزارة الداخلية)، إنّ التنظيم شن مساء، هجوماً واسعاً بسيارتين مفخختين وعشرات المسلحين، استهدف مواقع لقوات الفرقة المدرعة التاسعة والرد السريع، بحي الشفاء.
ولفت إلى أن مواجهات مسلحة عنيفة اندلعت لساعات بين الجانبين، وتمكن خلالها مسلحو التنظيم من استعادة مواقع خسروها في الساعات الـ 72 الماضية بالحي.
وتابع أن الهجوم أسفر عن مقتل 5 جنود من القوات العراقية المشتركة، وإصابة نحو 13 آخرين، فيما تعرّضت نحو 4 مركبات عسكرية من نوع همر لأضرار بالغة.
ومن جانب (داعش) قتل نحو 18 مسلحاً، بينهم انتحاري يستقل دراجة نارية، وفق المصدر نفسه.
من جهته، قال خليفة علي الدوبرداني، النقيب في جهاز الشرطة الاتحادية (تابع للداخلية)، إنّ “جنديا قتل وأصيب 4 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة بحي الشفاء ذاته.
وأضاف أن “داعش بدأ يعتمد على أسلوب إعداد السيارات المفخخة، وتجهيز الإنتحاريين، ووضعهم في باحة المنازل، ثم ما إن تتقدم القوات العراقية حتى يبدأ انتحاريو التنظيم بالخروج ومهاجمة القوات، وايقاع خسائر مادية وبشرية بين صفوفها”.
أما بخصوص تقهقر القوات العراقية في حي الشفاء، قال الضابط الطائي، إن أسباب ذلك تعود لعدم معرفة القوات بالطبيعة الجغرافية للمنطقة، وغياب الغطاء الجوي في الوقت المناسب.
ولفت إلى أن “القوات بانتظار التعزيزات العسكرية للتوجّه نحو المناطق التي خسرتها في حي الشفاء، والعمل على استعادتها بشكل عاجل من قبضة التنظيم، ومن ثمة مواصلة التقدم نحو الأهداف المرسومة لها في المنطقة”.
وحي الشفاء إضافة إلى المدينة القديمة هما آخر معاقل (داعش) في المدينة، حيث خسر التنظيم أحياء المدينة الواحدة تلو الأخرى خلال حملة عسكرية واسعة بدأت قبل أكثر من سبعة أشهر، بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتعد منطقة الموصل القديمة التحدي الأبرز للقوات العراقية في حملة تحرير المدينة، بسبب أزقتها الضيقة والمتشعبة، ما يجعل المركبات العسكرية عاجزة عن دخولها، فضلاً عن اكتظاظها بالمدنيين.
والموصل مدينة ذات كثافة سكانية سنية، وتعد ثاني أكبر مدن العراق، سيطر عليها (داعش) صيف 2014، وتمكنت القوات العراقية خلال حملة عسكرية بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من استعادة النصف الشرقي للمدينة، ومن ثم بدأت في 19 فبراير /شباط الماضي معارك الجانب الغربي.
القدس العربي