مقابلة الرئيس السوري أحمد الشرع مع صحيفة نيويورك تايمز
في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” أمس الأربعاء 23 نيسان (أبريل) قال الرئيس الشرع في مقابلة واسعة النطاق في العاصمة دمشق: “إن أي فوضى في سوريا ستضر ليس فقط بالدول المجاورة بل بالعالم أجمع”.
وذكر الرئيس الشرع بأن حكومته تُجري مفاوضات بشأن صفقات مع كلٍّ من تركيا، الداعم السياسي القديم، وروسيا، الداعم القوي للأسد في عهده. وألمح إلى إمكانية الحصول على دعم عسكري مستقبلي من كليهما، “لتركيا وجود عسكري في سوريا، ولروسيا أيضًا وجود عسكري. لقد ألغينا اتفاقيات سابقة بين سوريا ودول أخرى، ونعمل على تطوير اتفاقيات جديدة”.
وبحسب الصحيفة تتقاسم القوى العالمية المخاوف من تجدد الاضطرابات في سوريا مع خروج البلاد من حرب أهلية استمرت قرابة 14 عامًا وأدت إلى نزوح الملايين إلى الخارج ودخولها فصلًا جديدًا في ظل حكومة لرئيس الشرع .
وقال الرئيس الشرع : “إن سقوط النظام والدولة الجديدة التي وجدت سوريا نفسها فيها مهّدا الطريق لمنظومة جديدة كليًا من العلاقات الأمنية في المنطقة. ولهذا السبب، تهتم دول عديدة، سواء إقليمية أو أوروبية، اهتمامًا بالغًا باستقرار سوريا”.
وفيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي السوري و الاعتداءات المتكررة قال الرئيس الشرع: “أبلغنا جميع الأطراف أن هذا الوجود العسكري يجب أن يتوافق مع الإطار القانوني السوري”. وأضاف الرئيس الشرع أن أي اتفاقيات جديدة يجب أن تضمن “استقلال سوريا واستقرار أمنها، وألا يشكل وجود أي دولة تهديدًا أو خطرًا على الدول الأخرى عبر الأراضي السورية”.
فرّ الأسد المخلوع إلى روسيا في أوائل كانون الأول (ديسمبر) مع انهيار نظامه، وفي كانون الثاني (يناير)، طلب مسؤولون سوريون من الكرملين تسليمه كشرط للحفاظ على وجود عسكري في سوريا. لكن المسؤولين الروس رفضوا هذا الطلب، وفقًا لما ذكره الرئيس الشرع في أول اعتراف علني له بالرد الروسي.
وفي المقابلة ذكر الرئيس الشرع بأن روسيا عضو دائم في مجلس الأمن. أسلحة سوريا روسية بالكامل. وهناك العديد من اتفاقيات الغذاء والطاقة التي اعتمدت عليها سوريا لسنوات طويلة. وأضاف: “يجب أن نأخذ هذه المصالح السورية في الاعتبار”.
في الأسابيع الأخيرة، خففت أوروبا العقوبات، وأصدرت الولايات المتحدة استثناءً مؤقتًا يسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا. لكن هذا التخفيف لم يُحدث تأثيرًا يُذكر على الاقتصاد حتى الآن.
قبل استيلاء قوات المعارضة السورية على السلطة، قال الرئيس الشرع: “كان الاقتصاد يُدمر بشكل ممنهج. قطاعات بأكملها كانت على وشك التدمير: الزراعة، والاقتصاد، والقطاع المالي، وقطاعات الخدمات، والسياحة”.
وقال الرئيس الشرع إن بعض الشروط الأميركية “تحتاج إلى مناقشة أو تعديل”، ورفض الخوض في مزيد من التفاصيل.
كما أشار إلى أن حكومته ستنظر في منح الجنسية السورية للمقاتلين الأجانب المقيمين في البلاد منذ سنوات، والمتزوجين في بعض الحالات من مواطنين سوريين، والذين “انضموا إلى الثورة”. ويقول خبراء إن هذا قد يُعقّد مساعيه لتخفيف العقوبات، ويزيد من مخاوف الدول الغربية من أن تصبح سوريا ملاذًا للمتطرفين.
وسعى الرئيس الشرع إلى تهدئة هذه المخاوف، متعهدًا بمنع استخدام الأراضي السورية لتهديد أي دولة أجنبية. وقال إن “سوريا التزمت منذ البداية، حتى قبل أن نصل إلى دمشق، بمنع استخدام أراضيها بأي شكل من الأشكال يهدد أي دولة أجنبية”.
وفيما يخص أحداث الساحل السوري قال الرئيس الشرع إن حكومته ملتزمة بالحفاظ على السلام على الساحل وسوف تحاسب المسؤولين عن العنف.
يُعدّ بناء جيش موحد أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها حكومة الرئيس الشرع في سعيها لتأمين سيطرة الحكومة على كامل البلاد. وقال الرئيس الشرع “إن بضعة أشهر ليست كافية لبناء جيش كفؤ لدولة بحجم سوريا”.”هذا بحد ذاته يُشكّل تحديًا هائلًا، وسيستغرق بعض الوقت”.