قالت منظمة “إنقاذ الطفولة”، اليوم الخميس 15 نيسان/أبريل، إنّ الأهالي في مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا يعانون من وضع حرج جداً, حيث تم الإبلاغ عن 46 حالة إصابة بفيروس كوفيد19 في ثلاثة مخيمات، بحسب ما نشرت المنظمة في تقرير لها ترجمه المركز الصحفي السوري بتصرّف.
تظهر الأرقام في الوقت الذي وضعت فيه السلطات المنطقة بأكملها تحت إغلاق طارئ وصارم لمدة 10 أيام، مع السّماح للأشخاص فقط بالخروج من منازلهم للحصول على المواد الأساسية.
بالإضافة إلى انتشار الفيروس في المخيمات المكتظة والتي تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي والنظافة, تشعر منظمة إنقاذ الطفل بالقلق إزاء تأثير الإغلاق (الحجر) الذي يتزامن مع بداية شهر رمضان, فقد تم تعليق العديد من الخدمات التي تديرها المنظمة.
تقول إحدى المستفيدات من برامج منظمة إنقاذ الطفولة التعليمية “ماسا” ذات الـ 9 أعوام “شعرت بالضيق وخيبة الأمل عندما أخبروني أنه تم تعليق الدوام في المدرسة بسبب الحجر, أفتقد المدرسة ومعلمي وأصدقائي”.
تم الإبلاغ عن 28 حالة جديدة بين السكان الأجانب منذ بداية نيسان/أبريل، في مخيم روج وتم الإبلاغ عن 15 حالة في مخيم العريشة و3 حالات أخرى في مخيم الهول.
تحذر منظمة إنقاذ الطفولة أنّه نظراً لقلة مرافق الاختبار المتاحة في المخيمات، فإن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير.
“نجوى” لديها 4 بنات يحضرن برامج المنظمة اضطرت إلى إغلاق متجر الملابس الخاص بها في سوق مخيم الهول وهي الآن بلا دخل قالت: “أشعر بالقلق من انتشار الفيروس خارج المخيم, وأخشى أن يصاب أطفالي. هناك حظر تجول داخل المخيم وفرضت أنا بنفسي حظر تجول آخر على أطفالي, إلاّ أنهم يشعرون بالملل في الخيمة”.
وقالت مديرة استجابة منظمة إنقاذ الطفولة في سوريا “سونيا كوش” أنّ هذه الأرقام مقلقة للغاية وإذا استمرت هذه الطفرة فسوف تكون مسألة وقت قبل أن تغمر المستشفيات ومرافق العزل التي تملك قدرات محدودة للغاية.
وأضافت “نحن قلقون بشكل خاص بشأن تأثير هذه الزيادة الأخيرة على الأطفال، فمن غير المرجح أن يتمكنوا من الوصول إلى الخدمات والمرافق الطبية بسبب حظر التجول، مما يؤثر على صحتهم وتعليمهم ورفاههم العقلي”.
وقد تفاقمت الأزمة بسبب إغلاق معبر اليعربية الحدودي العام الماضي، مما أدى إلى قطع الإمدادات الحيوية بما فيها الأدوية والغذاء عن الأشخاص الأكثر ضعفاً بمن فيهم الأطفال, ولا يوجد مبرر لمنع وصول الإمدادات المنقذة للحياة إلى المحتاجين ولا سيما أثناء جائحة عالمية.
علّقت المنظمة العديد من خدماتها وأنشطتها في كافة المخيمات كجلسات التوعية وجلسات الأطفال والتعليم في مرحلة ما قبل المدرسة, ومع ذلك تواصل تقديم لأنشطة الحيوية بما في ذلك دعم الحماية الفردية للأطفال المعرضين للخطر في مخيمي روج والهول, واستشارات التغذية الفردية في مخيم الهول.
ودعت المنظمة الحكومات الدولية إلى تكثيف جهودها والقيام بواجبها في إعادة أبنائها من هذه الظروف القاسية حسب وصفها, مضيفة أنّ الفيروس جعل الحياة القاسية بالفعل ولا تطاق لهؤلاء الأطفال وعائلاتهم.
الجدير ذكره أنّه تم الإبلاغ عن ما لا يقل عن 12 ألفاً و756 حالة إصابة و 432 حالة وفاة في شمال شرق سوريا، منذ بداية تفشي الفيروس قبل أكثر من عام، مع أكثر من 1400 حالة إصابة و 53 حالة وفاة خلال الأسبوع الماضي.
ترجة: محمد المعري
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع