أصدر معهد “واشنطن” لسياسات الشرق الأدنى تقريرا تحليليا، كشف فيه عن مخططٍ تحيكه إيران للاستحواذ على مناطق نفوذ قوات سورية الديمقراطية “قسد” في مناطق شرق سوريا، إذا ما انسحبت القوات الأمريكية منها.
استغلال إيران للعشائر في السيطرة على “قسد”
وبحسب ما جاء في تقرير المعهد الذي أشارت إليه وسائل إعلامية اليوم الجمعة 16 نيسان/ أبريل 2021، فإن إيران استغلت ميليشياتها في المنطقة وقامت ببناء نفوذ عسكري واجتماعي واقتصادي بين عشائر المحافظات الشرقية في سوريا؛ لتتخذ منها قاعدة لعملياتها في السيطرة على مناطق “قسد” هناك.
تجنيد إيران لميليشيات عشائرية شرق سوريا
أشار تقرير المعهد إلى قيام إيران بتجنيد ميليشيات من أبناء عشائر المنطقة الشرقية، فشكّلت “لواء الباقر” التي تعد أكبر ميليشيا عشائرية لإيران في دير الزور، وجهّزت ميليشيات عشائرية أخرى في مناطق سيطرة “قسد” في كلّ من الحسكة والرقة، قامت بتدريبها لتكون جاهزة للسيطرة على تلك المناطق في حال انسحب التحالف الدولي منها.
اهتمام إيران بميليشيات العشائر:
حظيت الميليشيات العشائرية باهتمام إيراني كبير ودعم اقتصادي وعسكري، ومنها ميليشيا “المغاوير” في الحسكة، وميليشيا “قوات مقاتلي العشائر” في الرقة؛ بسبب انتمائها للمجتمع العشائري السوري من جهة، ولأنها تؤمن الحماية لطريق إيران البري إلى لبنان عبر سوريا.
جهود إيران في تشييع أبناء العشائر شرق سوريا:
سعت إيران إلى تشييع أبناء المنطقة الشرقية قبل اندلاع الثورة السورية ولاسيما في محافظة الرقة، ولكنها كثّفت هذا الجهود بعد الثورة، فأنشأت أكثر من 12 جمعية خيرية؛ منها “الزهراء الخيرية”، و”جهاد البناء” في البوكمال وقامت بتمويلها بشكل كامل، ولزيادة تمكين قدمها في المنطقة ونشر المذهب الشيعي في المنطقة شكّلت مشروع “كشّاف المهدي” للأطفال، ومركز “الكشاف”.
تقرير واشنطن يحذر من التهديد الإيراني لمناطق شرق سوريا.
حذّر التقرير من تهديد إيران للمنطقة، وطالب الولايات المتحدة أن تأخذ هذا الأمر على محمل الجد، والسعي إلى إيجاد حلول لإفشال هذا المخطط الإيراني الذي يهدف إلى السيطرة على المنطقة الشرقية ومواردها، وبناء قاعدة شيعية فيها على غرار ما فعلته في العراق، فضلا عن هدفها في كسر الحصار عن نظام بشار من خلال استيلائها على موارد النفط الواقعة تحت سيطرة “قسد” في تلك المنطقة.
تسليط الولايات المتحدة الضوء على تحركات إيران إعلاميا:
فضلا عن تسليط التقرير الضوء على أطماع إيران في مناطق “قسد” فقد صدر عن معد واشنطن تقرير آخر في وقت سابق، سلّط الضوء على تحركات إيران إعلاميا في العالم العربي، وأثره، بحسب ما جاء في “لندن عربي 21”.
بتاريخ 4 آذار/ مارس 2021 تحدث التقرير عن استراتيجية طهران الإعلامية في الشرق الأوسط، وقال إنها تعدّ جزءا من جهودها لتبرير مشروعها التوسعي الإقليمي وتعزيزه بجمهور واسع.
واجهت الولايات المتحدة استراتيجيات إيران هذه، ولم تقف عن حد إدراج كيانات فردية ضمن العقوبات وتخطتها إلى كيانات أوسع منها إذاعية وتلفزيونية إسلامية تابعة لإيران.
وفي سياق متّصل فقد قامت ميليشيات إيرانية بالتمركز في مناطق سيطرة “قسد” شمال سوريا بعد انسحاب قوات الاحتلال الروسي منها الثلاثاء الماضي، دون الإعلان عن أسباب ذلك؛ إذ توجّهت آليات عسكرية ثقيلة تابعة لميليشيات الحرس الثوري الإيراني إلى الأماكن التي غادرتها القوات الروسية، وتمركزت فيها.
فهل ستقف إيران عند هذا الحد من التمدد الشيعي؟
أم أنها ستواصل سعيها في السيطرة على البلاد تحقيقا لأطماعها فيها؟
ظلال عبود
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع