ماهي الخطوات اللازمة للحصول على حق اللجوء في ألمانيا؟ وماهي الجهة المسؤولة ؟ أين يقيم اللاجئون؟ وكيف يتم تزويدهم بالحاجيات الأساسية وبمصاريف العيش؟ ثم كيف يمكن إدماجهم في المجتمع الألماني؟ التقرير يجيب على بعض الأسئلة. يمكن قراءة ما يلي في تقرير للشرطة الألمانية يتعلق بأسرة سورية مكونة من 6 أشخاص، بينهم 3 أطفال: “بعد المراقبة قام الأسخاص بوضع طلب رسمي للجوء في أحد مكاتب الشرطة الاتحادية في مدينة كليف.” وقام رجال الشرطة بأخذ العائلة من القطار الليلي القادم من امستردام والمتوجه إلى كوبنهاغن، لأن العائلة لا تتوفر على تصريح بالإقامة على الأراضي الألمانية.
مثل هذه القصة تتكرر يوميا عند الحدود الألمانية، وتتابع الشرطة تقريرها كالتالي: “بعد إنهاء الشرطة لإجراءاتها القانونية تم أخذ السوريين إلى محطة القطار، لكي يتوجهوا إلى إدارة الهجرة المركزية في ولاية فيستفاليا شمال الراين، المتواجدة في مدينة دورتموند.”
ماهي الجهات التي ينبغي للاجئين التوجه إليها؟
من يريد اللجوء إلى ألمانيا، ينبغي عليه أن يقدم شخصيا طلبا برغبته في الحصول على اللجوء في الإدارة الاتحادية للهجرة واللاجئين (BAMF)، وهناك 16 مكتب تابع لهذه الإدارة في كل الولايات الألمانية الستة عشر، حيث توجد مراكز استقبال اللاجئين ولأن مسألة إيواء اللاجئين تبقى شأنا خاصا بكل ولاية على حدة.
تقوم الإدارة الاتحادية للهجرة واللاجئين بتسجيل البيانات الشخصية لطالبي اللجوء، كما تأخذ لهم صورا، بالإضافة إلى بصماتهم إذ اكانوا قد بلغوا سن 14. وبعد تقديم طلب رسمي للجوء في الإدارة المذكورة يحصل طالب اللجوء على تصريح الإقامة. وطالما يعيش طالبو اللجوء في مراكز الاستقبال، فيجب عليهم أن يمكثوا من تلك المنطقة المقررة لهم، وبالتالي يجب على الأسرة السورية التي تم إرسالها لدورتموند ألآ تغادر المدينة إلى حين تحديد وضعيتهم القانونية بالكامل.
ما هو البلد الأصلي لطالب اللجوء؟
ليس كل مكتب تابع للإدارة الاتحادية للهجرة واللاجئين (BAMF) يمكنه دراسة كل ملفات طالبي اللجوء من كل بلدان العالم، لكن بالنسبة للسوريين فإن كل المكاتب تتلقى طلباتهم وتقوم بدراستها. من سوريا تأتي أكثر طلبات اللجوء خلال سنة 2014، أي حوالي 25 ألف طلب من أصل 136 ألف. وبذلك يكون عدد طالبي اللجوء قد تجاوز خلال 9 أشهر العدد الإجمالي لعام 2013.
لكل طالب لجوء الحق في الحصول على مقابلة شخصية مع مترجم فوري لشرح الأسباب الفردية التي دفعته للجوء. أما من لم يتم الاعتراف به كلاجئ، ولم يتلق وضعا حمائيا آخر، فلا يمكن ترحيله خارج ألمانيا. لكن المشكلة التي تواجهها ألمانيا هي حالة التراكم الكبير في ملفات طالبي اللجوء، وهي في مستوى 100 ألف حالة لم يتم البحث فيها. كما يستغرق متوسط دراسة الحالات 7 أشهر حسب ما صرح به مدير الإدارة الاتحادية للهجرة واللاجئين (BAMF) مانفريد شميت، غير أن تسع من عشر حالات من طالبي اللجوء السوريين في ألمانيا يحصلون على اللجوء.
أين يقيم طالبو اللجوء ؟
تحدد المعايير في عملية توزيع طالبي اللجوء انطلاقا من أوضاع مراكز الاستقبال، غير أن هذه في وضع كارثي أحيانا بسبب تجاوزها للطاقة الاستيعابية. وقد تلقت ولاية فيستفاليا شمال الراين، وهي الولاية الأكثر اكتظاظا بالسكان، أكبر عدد من اللاجئين السوريين بمستوى 21 بالمائة من عددهم الإجمالي في ألمانيا، تليها ولاية بايرن، وولاية بريمن، أما ولاية زارلاند فإنها تتلقى أعدادا أقل منهم.
بعد حوالي 3 أشهر في مراكز الاستقبال يتم توزيع اللاجئين على المدن والبلدات. وفي حالات استثنائية يتم إرسال طالبي اللجوء إلى أماكن يرغبون في الذهاب إليها لأسباب معقولة، ويكون الأمر أكثر صعوبة إذا كان لطالبي اللجوء أطفال أو متزوجين. وقد حدث تخفيف في إلزام اللاجئين بعدم مغادرة المنطقة التي يسكنون فيها وتحولت إلى شرط أن لا يغادر طالب اللجوء الولاية التي يقيم فيها.
أين يقيم طالب اللجوء؟
الأمر مفتوح على كل الاحتمالات. فهناك الإقامات الجماعية الكبيرة. وتعتبر مؤسسة “مع اللجوء” الألمانية أن المعاملة والتجاوزات التي شهدها أحد مراكز اللاجئين في ولاية فيستفاليا شمال الراين، قد تحدث أيضا في تلك الإقامات الجماعية. وفي أغلب الولايات الألمانية يعيش عدد كبير من اللاجئين في سكن خاص، حيث تحدد كل ولاية حسب إمكانياتها، سكن وإقامة طالبي اللجوء، غير أن كثيرا من المدن لم تعد تستطيع توفير الإقامات للاجئين، فيستعينون مؤقتا بحاويات أو خيام.
من يزود اللاجئين بالحاجيات الضرورية؟
“توفير المعايير الدنيا لعيش كريم” هذا ما طالب به رئيس الجمعية الألمانية لاتحاد المدن أولريش مالاي. فإلى جانب العناصر الضرورية للحياة طالب مالاي بتوضيح الكيفية التي سيتم بها العلاج الصحي للاجئين، وذهاب أطفالهم للمدارس، إضافة إلى قضايا الرعاية الاجتماعية أو التعامل مع المصابين منهم بصدمة نفسية.
وتطالب مؤسسة “مع اللجوء” الألمانية إلغاء قانون المساعدات المالية الخاصة بالاجئين، وتطالب بمساواتها بالتعويضات التي يتلقاها العاطلون عن العمل. وقد سبق للمحكمة الدستورية الألمانية قبل سنتين أن طالبت بمراجعة القوانين بهذا الشأن وبالزيادة في المساعدات المالية للاجئين.
كيف التعامل مع اللاجئين في حالة المرض؟
في الحالات المرضية القصوى والآلام الشديدة يلزم تقديم المساعدة لطالبي اللجوء، كما يقضي القانون الألماني الخاص باللاجئين. ويجب على بعضهم التوجه أولا لمكتب الشؤون الاجتماعية، للحصول على شهادة مرضية. وقد حدث أن رفض حراس بعض مراكز إيواء اللاجئين الاتصال بالطبيب ليلا، كما يحكي بيرند ميزوفيك من مؤسسة “مع اللجوء”، حيث “كانت حياتهم معرضة للخطر.” وكانت ولاية بريمن أول ولاية وفرت للاجئين بطاقات التأمين الصحي وهو ما تسعى ولايات ألمانية أخرى لتطبيقه.
هل يمكن للاجئين العمل وتعلم اللغة؟
“نحن في بداية الإصلاحات فقط” يقول وزير الاندماج بيلاكي أوناي في شتوتغارت بولاية بادن فورتمبرغ. فلا يكفي الانتقال من قرار منع العمل إلى قرارالسماح لهم بالعمل لمدة ثلاثة أشهر، الأهم هو أن يتلقوا أيضا تعليما لغويا وتأهيلا مناسبا بهدف الاندماج.
وحسب وزير الاندماج أوناي فإنه يمكن إدماج 30 بالمائة من اللاجئين من خلال تأهيلهم المهني. لحد اليوم يتلقى اللاجؤون السوريون في ألمانيا الدعم الأولي من الدولة فقط ، لكن هناك مبادرات فردية كثيرة لم يشهدها المجتمع الألماني منذ 30 عاما كما يقول بيرند ميزوفيك. وهذه المبادرات الفردية من شأنها أن تساعد اللاجئين على السير في طريق الاندماج في المجتمع.