معلم رياضيات شد الأنظار في تركيا
بخبرته الكبيرة وعطائه المستمر منذ سبع سنوات في تدريس مادة الهندسة لطلاب اليوس في تركيا، معلمٌ سوري أنهى اللمسات الأخيرة لكتابه المرخص أصولاً والمخصص للطلاب المعيدين والمستجدين، حيث شمل كافة الأفكار التي ترد في امتحانات أقوى الجامعات التركية ليكون سبيلاً للطالب الساعي للتفوق والتميز في حياته العلمية.
الأستاذ محمد زيدان صاحب ال 57 ربيعاً من مدينة حلب يروي قصة كتابه فقال:
أنا من مواليد القامشلي نشأت وترعرعت فيها وكان لدي العديد من الأصدقاء العرب والسريان والأرمن والتركمان والكرد، حصلت على الشهادة الثانوية العامة فيها، ثم انتقلت إلى حلب لتبدأ مسيرتي العلمية من جامعة الثورة ” جامعة حلب ” تخرجت منها في عام 1991 من كلية الرياضيات ، عملت كمدرس رياضيات لمدة خمسة أعوام فيها.
الهجرة الأولى
هجرتي الأولى كانت خاصة من نوعها، فكانت الوجهة الى العاصمة السعودية ” الرياض “، في مطلع العام 1998 ، تلقيت مجموعة من الدورات التربوية والتعليمية منها شهادة الجودة العالمية ISO 9002 ، وأصدرت كتابي الأولى وأسميته ” لآلئ البحر في كتاب الجبر ” ، ثم عدت الى وطني الأم سوريا ، فأكملت تدريسي للطلاب في المرحلتين الإعدادية والثانوية في عدة مدارس خاصة ، وبدأت بإصدار وإعداد كتب لطلاب الرياضيات تحت مسمى ” اللآلئ ” ، منها : اللآلىء في الجبر، و اللآلىء في التحليل الرياضي والهندسة التحليلية .
واجهت عدة من المشاكل في مدينة حلب وكان أهمها عملية النصب والاحتيال التي طالتني من قبل شخص ” عميل لنظام الأسد ” بعد انتحال اسم زميل لي في كادر التدريس ، وسيطر على كل ما أملك من كتب ومال بتهم كثيرة ، لتبدأ هجرتي الثانية.
الهجرة الثانية نحو المنفى
هاجرت مع عائلتي إلى تركيا خوفاً من المضايقات التي تعرضت لها ، احتضنتني مدينة قونيا ، فعملت طوعياً كمدرس ، ومن ثم انتقلت واستوطنت في مرسين ، فأكملت مسيرتي العملية في إحدى المدارس الخاصة ، وبعد رؤيتي للطلاب واندفاعهم لدراسة اليوس وانشغال المعلمين في الجبر، تحيزت إلى الهندسة وأبحرت فيها.
لمعت فكرة عندي بتأسيس كتب تساعد الطلاب على التفوق ، وتعلمت الرياضيات باللغة التركية قسم الهندسة فكان لا بد من إصدار كتاب اللآلئ في الهندسة، كان عبارة عن كتاب بخط يداي ، وزعته على الطلاب في اللغة العربية والتركية منذ خمسة سنوات ، وبدأ بعدها مرحلة التطوير للكتاب فبدأ يتناسب مع الطلاب المعيدين أكثر من المستجدين وحصلت على حقوق الملكية والطباعة والنشر ، كان هنالك صعوبات وعقبات في مسيرتي المهنية في تركيا، وهي عدم تكاتف المعلمين ولم يكونوا كتلة واحدة وكان التنافس بينهم عن طريق الطعن بين المدرسين والمعاهد ، وهذا ما زادني إصراراً وعزيمةً على تصدير كتبي ، كما حصلت على شهادة خاصة من مدرسين أتراك بأن كتابي هو من أفضل الكتب الحالية بسبب ترجمتها و الأبحاث العلمية التي يكمن داخلها ، ودار النشر التي أرادت ان تتبنى عملية تصدير الكتب الى جميع المحافظات التركية والشمال السوري .
أخيراً، تم إصدار كتابين هما اللآلىء A وهو خاص بطلاب اليوس المعيدين و اللآلىء B وهو خاص بالطلاب المستجدين، وتيمناً باللآلئ و تيمناً بالعلم على أنه حجر قديم ومقدس، كانت هذه مجموعة الكتب لؤلؤ الطلاب العرب، لعله يرسم مستقبلاً يساعد الطلاب للوصول إلى الحلم المنتظر بعد سنوات من الحرب والهجرة والقتل الممنهج والدمار، لأجل ثورة العلم والنهوض بالأمة وبناء سوريا حرة بأيدي أبنائه ونيل الحرية والعدالة فيها .
قصة خبرية
محمود المعراوي
المركز الصحفي السوري
عين على الواقع