وهذا العدد الكبير لللاجئين السوريين في بلدان الجوار، لاسيما على التراب التركي، يطرح تحديات أمنية خطيرة على السلطات في أنقرة، وقد رأينا كيف تأثر لبنان على سبيل المثال من تدفق اللاجئين على توازناته الداخلية الهشة. والأمر نفسه يكاد ينطبق على الأردن الذي يستضيف أعداداً كبيرة أيضاً من اللاجئين. والحقيقة أنه عند الحديث عن معضلة اللاجئين السوريين لابد من الاحتكام إلى لغة الأرقام لقياس هول المشكلة، فحسب التقديرات الأممية هُجر أكثر من 12 مليون سوري من ديارهم خلال السنوات الأربع الأخيرة، 3,8 مليون منهم فروا خارج البلاد، مشكلين بذلك أكبر عدد من اللاجئين في العالم منذ الحرب العالمية الثانية. وعلى الحدود التركية لوحدها ينتشر ما لا يقل عن 250 ألف لاجئ موزعين على 25 مخيماً فقط، فيما يعيش أكثر من 1,5 مليون لاجئ سوري في المدن التركية والمناطق الحضرية. ولعل مما يحسب لتركيا أنها بذلت جهوداً كبيرة لاستيعاب هؤلاء اللاجئين الذين يعيشون في المدن وإدماجهم في دورة الحياة اليومية. ولكن ما يجب التركيز عليه هو أن هذه المشكلة ليست مسؤولية تركيا والأردن ولبنان لوحدها، بل لابد من تضافر الجهود الدولية لأن الوضع الصعب الراهن لا يمكن أن يستمر على حاله.
ستيفن هيلتون – الاتحاد