كان الطقس باردا في ليلة من ليالي الشتاء.. تجمعنا في قرية الليمضية متأهبين لخوض معركة شرسة مع النظام الفاجر في مدينة كسب كان عددنا يقارب الألف.
ننظر إلى بعضنا البعض نظرة مودع لأننا كل منا يعرف أن الحرب ستخلف الجرحى والقتلى، ويسلم منها من أراد الله له أن يسلم.
انطلقنا إلى تركيا عبر الشريط الحدودي لنكون في كسب قبل شروق الشمس.
خاض المعركة معنا شخص من أقاربي يدعى “شادي حمدو” لقي حتفه شهيدا جراء قصف عنيف في منطقة الصخرة.
كان القصف مكثفا لم نستطع أن نسحبه، تراجعنا على الفور
وبعد فترة وجيزة من الزمن أصبح جيش النظام عند الشهيد.
أما نتائج تلك المعركة الغير متكافئة: الهزيمة بعد خسارة الشهيد والجريح معظمهم اصيبوا بإعاقات.
والسؤال الذي يطرح نفسه:
لماذا كل هذا العدد من الشهداء والجرحى والهزيمة بعدما وصلنا إلى البحر، وكنا قد استولينا على مناطق كثيرة من تلك المدينة، والجدير بالذكر: المواقف الدولية لصالح الأقليات.
تخيل الموقف آنذاك أنك تعيش تلك اللحظات.. ماذا كنت تغعل والقصف لا يهدأ أبدا وأنت تريد أن تسحب شهيدا وأن تسلم بروحك في نفس الوقت.
كانت لدينا النية بسحب الشهيد قبل أن يمثل العدو بجثته، وفي نفس الوقت لا نود أيضا أن نفقد أشخاصا آخرين.
في شهر نيسان من عام ٢٠١٤، سقطت المدينة بيد العدو بعد أن دامت معنا فترة ثلاثة أشهر بعد الخسائر التي تكبدناها من شهداء وجرحى، وأختم مقالي بدعاء إلى الله جل في علاه:
((اللهم ارزقنا نعمة النصر على عدونا لنسترد مدينة كسب و وجميع قرى جبل الاكراد وكل منطقة ما زالت تحت سيطرة النظام الفاجر، وآمنا في بيوتنا وارحمنا فأنت نعم المولى ونعم النصير))
المتدرب: ايمان حمدو
قصة خبرية