يخيّم صمت ثقيل على مدينة معرّة النعمان في شمال غربي سوريا، حيث أقفرت الشوارع وهُجرت المنازل التي نجت من الدمار. وحدها لوحات الفسيفساء الذائعة الصيت بقيت بمعظمها صامدة في المتحف الذي لم يسلم من تداعيات الحرب، ذلك بحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية من معرة النعمان.
حطام المتحف وجنود النظام ينتشرون في ساحته (أ.ف.ب)
آثار الدمار تظهر على تابوت بمتحف الفسيفساء في معرة النعمان (أ.ف.ب)
قبل أربعة أشهر فقط، كان 150 ألف شخص يقطنون في معرّة النعمان التي باتت اليوم أشبه بمدينة أشباح بعد أن هجرها سكانها، وتقتصر الحركة على بضعة عناصر من قوات النظام.
ولعلّ أكثر ما تُعرف به المدينة متحفها الضخم الذي يضم أكثر من ألفي متر مربع من لوحات الفسيفساء الأثرية العائدة للعصرين الروماني والبيزنطي، ولم يسلم بدوره من تداعيات الحرب.
إحدى آخر قوافل المهجرين لدى مغادرتهم معرة النعمان الخميس (أ.ف.ب)
وفي يونيو (حزيران) 2015، قالت جمعية حماية الآثار السورية المستقلة، إن المتحف تعرض لقصف «ببرميلين متفجرين»؛ ما أسفر عن «أضرار بالغة».
وخلال السنوات الماضية، حرص موظفون قدامى في مديرية الآثار وسكان على حماية لوحات المتحف. وحافظت لوحات عدة على نضارتها ولم تشبها شائبة، بينها لوحة مستطيلة الشكل تظهر أربعة حيوانات تجري خلف بعضها، وفوقها لوحة أخرى دائرية لرجل يحمل عنقود عنب.
نقلا عن ” الشرق الأوسط”