الولادة مع التهجير والقصف لها طعم مختلف، كإنجاب “فرح” لطفلها في الظروف الصعبة جداً.
” اشتدت الحملة البربرية، قصفٌ متكرر، لا أحد يستطيع الخروج من منزله خشية الطيران الليلي الذي يستهدف الأضواء على الطرقات”.
في تلك اللحظات الصعبة التي تكاد تخطف القلوب، حان موعد ولادة فرح لطفلها الأول.
” اشتدت عليَّ آلام الولادة والمخاض في تلك الليلة، ورغم صعوبة الخروج خشية الاستهداف، خرجنا مخاطرين بأرواحنا، لكن ماذا عسانا أن نفعل، فقد اشتد الألم كثيراً ووضعت المولود قبل أن نصل إلى المستشفى “.
ذهل زوجي، ونسيت كل آلامي برؤية طفلي.
“وصلت المشفى لإكمال الإجراءات المتبقية، فلم نجد أي طبيب خاص للحالات الطارئة كهذه، ارتجفت من برد الشتاء وهول الحدث الجديد عليّ، إلى أن وجدنا قابلة أخذتني إلى غرفة مليئة بالمرضى والمصابين، وأصوات الآنين تؤرقني”.
كانت تلك من أصعب اللحظات والكوارث التي تمر على عائلة فرح، لكنه عذاب تكلل بالأمل والحياة مجدداً بقدوم المولد المنظر.
وها هي “سعاد” أيضاً تحكي عن ولادتها في أيام الحصار.
“ذهبنا ليلاً إلى المشفى، كان القصف متقطعاً ومباغتاً في كل لحظة، دخلنا المشفى والظلام يعم المكان، وولدت على ضوء الشموع والهاتف المحمول”.
ولادات في الظلام والحرب، عسى يأتي النور والسلام من تلك الأجنة.
فاطمة براء