لندن ـ «القدس العربي»: تواصلت الاحتجاجات أمس في مدن سورية عدة ضد النظام السوري، وحملته مسؤولية الأوضاع المزرية التي وصل إليها المواطنون.
وخرجت مظاهرة في منطقة العزبة في ريف دير الزور الشمالي، تحت مسمى «جمعة لا بديل عن التغيير»، وطالبت بإسقاط النظام وطرد الميليشيات الإيرانية من قراهم ومحاربة الفساد، في ظل الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة، حسب مصادر محلية لـ«القدس العربي».
وهتف المتظاهرون دعماً لأبناء مدينة السويداء جنوبي سوريا الذين يتظاهرون لليوم الخامس على التوالي ضد النظام، واحتجاجاً على انهيار أوضاعهم الاقتصادية، كما رفع المتظاهرون في دير الزور شعار «ربيع السويداء قادم بأزهار الحرية» .
«بوليتيكو»: مباحثات أمريكية ـ روسية حول سوريا «بعيداً عن الأضواء»
كما رصد المرصد السوري خروج عشرات المواطنين بمظاهرتين، الأولى في مدينة درعا، والثانية في بلدة الجيزة في ريفها، حيث طالب المتظاهرون بـ«إخراج الميليشيات الإيرانية من سوريا وإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين الذين يقبعون في أقبيته»، بالإضافة لهتافهم بشعارات أكدوا من خلالها وقوفهم إلى جانب الاحتجاجات الأخيرة المناوئة للنظام ورأسه في محافظة السويداء.
كما خرجت مظاهرة في الجولان المحتل دعماً لأبناء السويداء وهتفت ضد النظام السوري. وقالت مصادر محلية إن الدعوة التي وجهها أبناء الجولان المحتل جاءت تحت عنوان «أنتم الصوت ونحن صداه» كنوع من التأكيد على مساندتهم لأهلهم في جميع الأراضي السورية، وخاصة ما تشهده مدينة السويداء من حراك جماهيري ضد نظام الأسد.
الائتلاف السوري المعارض قال إن الدعوات التي وجهت للمشاركة في التظاهرات والتي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، ستكون تحت اسم «لا بديل عن التغيير لتحقيق مطالب شعبنا»، وذلك للمطالبة بإسقاط النظام وطرد الميليشيات الإيرانية من المنطقة.
وكان لافتاً مقال كتبه تشارلز ليستر، مدير برنامج سوريا ومواجهة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط، تحت عنوان «هل اقترب نظام الأسد من نهايته؟» ونشرته مجلة «بوليتيكو»، وذكر فيه أن بشار الأسد بات في أضعف حالاته، في وقت تقترب فيه سوريا من حالة الانهيار، وسط احتجاجات وأوضاع اقتصادية.
بينما قالت صحيفة «الغارديان» في تقرير لمراسلها مارتن شولوف إن قانون «قيصر» الأمريكي الخاص بمحاسبة النظام قد يدمر الاقتصاد السوري المنهار أصلاً.
وأضافت أن النقاد يرون في «قانون قيصر» استراتيجية أمريكية قد تزيد من مشاكل البلاد والمنطقة بشكل عام.
وأشار التقرير إلى خسارة العملة السورية 70٪ من قيمتها، فيما يعاني أكثر من نصف السكان نقصاً في المواد الغذائية وتتراجع الآمال في إعادة بناء البلاد.
تزامناً أفاد موقع «روسيا اليوم»، أن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين، أجرى مباحثات هاتفية مع المبعوث الأمريكي الخاص بالملف السوري جيمس جيفري حول مسألة الحل السياسي في سوريا.
وذكر الموقع الروسي أن فيرشينين وجيفري تباحثا عبر مكالمة هاتفية سبل التوصل إلى تسوية سياسية للقضية السورية قبل تفعيل قانون «قيصر» منتصف الشهر الحالي، وهذا ما أكده المرصد السوري.
كما قالت مجلة «بوليتيكو»: «إن الخارجية الأمريكية تقوم بجهود مع موسكو ولكن بعيداً عن الأضواء للتشاور حول عملية دبلوماسية جادة، وهذا هو الوقت المناسب للنقاش».
نقلا عن القدس العربي