أدى قرار الحكومة المغربية برفض استقبال اللاجئين السوريين إلى خلق حالة من التذمر والاحتجاج بين الأهالي المدنيين والتي تطورت لاحقا لحالة من الغضب بين النشطاء الإعلاميين الذين اعتبرو موقف الحكومة المغربية مخذ بحق انسانيتهم تجاه أخوتهم السوريين.
جاءت تلك الاحتجاجات بين النشطاء المغربين كرد فعل على ما تحدث به وزير الخارجية، “عبد الكريم بنعتيق” المسؤول عن شؤون المهجرين السوريين المتواجدين على المنطقة الحدودية مع البلد المجاور الجزائر.
إذ جاء في قوله: إن المغرب لديه “قانون هجرة صارم ولا يستطيع استقبال عشرات المهاجرين السوريين العالقين في المنطقة الحدودية مع الجزائر
كما أن القيادي لحزب العدالة والتنمية “عبدالصمد الإدريسي” عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الانسان
ورئيس هيئة المحامين من أجل العدالة، قام بتوجيه جملة من الانتقادات للحكومة المغربية على ما أقرته من عدم استقبال بلاده للمهجرين السوريين، فقد صرح في قوله: “أليس الحق في حياة آمنة، من الحقوق الأساسية؟”.
مضيفا في تصريح لـ”عربي21″: “بين القرار السياسي والمقاربة الإنسانية، على الأقل اختاروا من يتحدث، بنعتيق (وزير الهجرة) غير مؤهل لذلك، أثر الكلام بقدر مصداقية صاحبه”.
وقد دعا وزراء بلاده إلى أن يفكروا بحلول صحيحة مع أخذهم بالحسبان لنتائج قراراتهم ويجب أن تتسم تلك القرارات السياسية بشيئ من الإنسانية فيما يتعلق بأوضاع المهجريين السوريين
إذ انتقد في حديثه الدستور والسلطات في قوله:
“ألا يتوفر بلدنا على دستور متقدم نفتخر أنه دستور الحريات؟ ولنا سياسة متقدمة في مجال احتضان المهاجرين؟ ثم ماذا لو كان المهاجرون من دول جنوب الصحراء وليسوا سوريين؟ أم أن الحسابات مع الجزائر تجعلنا كدولة نتنكر لخط في سياسة الهجرة رسمناه وأعلناه؟”.
والناشط حكيم الحضنى وقف موقفا معاديا لما قامت به الحكومة المغربية من فرض الحصار ومنع العالقين على الحدود من الدخول، إذ وقف متسائلا : “ما ذنب هؤلاء اللاجئين حتى يؤدوا ثمن صراعنا مع دولة جارة؟؟؟ ما ذنب بعض إخواننا أننا لسنا على ما يرام مع جيراننا؟؟ لماذا هذا التعنت رغم أن العدد القليل وقيمة الموقف إنسانيا تزن الكثير؟؟ ما الفرق بينهم وبين مهاجري الجنوب الذين يدخلون بالمئات لماذا هذه الازدواجية في ممارسة أبسط حقوق الإنسان؟؟؟”.
وقال في مدونة على حسابه بموقع “فيسبوك”: “إذا كان جنرالات الجزائر لا يعترفون بالمواثيق الدولية لأن هذا حال العسكر في كل بقاع العالم، هل كان من الضروري أن نحذو حذوهم؟”.
فيما عبرت الصحفية حكيمة أحجو عن استيائها من الموقف الحكومي على مواقع التواصل الاجتماعي بقولها: “تصوروا معي بشاعة المنظر: لاجئون سوريون عددهم خمسون، محاصرون في مكان قاحل، عزل معهم أطفال وامرأة نفساء ووليدة بمشاكل صحية جمة، لا أكل لا ماء، مع بعض المساعدات الشحيحة من ساكنة فكيك، ويقولون نحن أمة واحدة يجمعنا الدين واللغة!”.
وقد دعت المسؤولون المغاربة إلى إيقاظ الإنسانية في أنفسهم والسماح لهؤلاء المهجرين السوريين بعبور الأراضي المغربية ووصفت تلك المواقف من الحكومة أنها عار على الأمة ومهينة بحق كل مغربي يرضخ لها.
وقد أيد آرائها الناشط نجيب شوقي في مدونة على مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” إذ قال: “بلد لديه حوالي 5 ملايين مهاجر في العالم، مليون ونصف مليون منهم بلا وثائق (غير نظاميين)، وأيضا المئات من طالبي اللجوء المغاربة، في ألمانيا وحدها فقط حوالي 1300 مغربي، أليس عيبا هذا التشدد كله مع 55 سوريا عالقا في الحدود منذ أيام؟”.
هذه التصريحات تترافق مع جهود السكان المحليين المتواجدين بمنطقة “فكيك”، الذين يحاولون تقديم مساعدات للعالقين السوريين بما يتاح لهم من وسائل، كما تزامنت هذه الجهود مع ضغط من المنظمات الحقوقية على الرباط لتجبر حكومة المغرب بالتراجع عن موقفها والسماح للمهجرين بدخول أراضيها تنضاف إلى مجهودات فاعلين مدنيين بمنطقة “فكيك” يحاولون تقديم مساعدات للعالقين السوريين.
ما يزال مصير هؤلاء المهجرين مجهولاً، فلربما تسمح الحكومة المغربية لهم دخول أراضيها ولربما كانت الهدنة في سوريا أملهم للعودة إلى مناطقهم في سوريا والتي تم الاتفاق عليها من دول كبرى ” موسكو، طهران، تركيا” وبموافقة من النظام السوري والمعارضة السورية وبالرغم من أن الهدنة دخلت حيز التنفيذ إلا أن المهجرين السوريين في الدولة العربية المجاورة لا يثقون بمجرمي حرب ارتكبوا أفظع المجازر في بلدهم وهذا ما قد يمنعهم من العودة.
إذ قال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية “فيليب لازاريني” بأن إعداد المناطق العازلة في سوريا من الممكن أن لا يكون مقنعا للاجئين السويين للعودة إلى ديارهم وأنهم لا يمتلكون الثقة الكافية التي تشعرهم بالأمان ليعودوا إلى أوطانهم واثقين مطمئنين.
أي حياة سيحظى بها اللاجئون السوريون وسط تخبط سياسي خارجي وداخلي يتلاعب بمصيرهم في دول المهجر!!
هذا ما ستحدده الدول الراعية للهدنة في سوريا.
المركز الصحفي السوري – نور سالم