تكثر ألقاب مصطفى بدر الدين، القيادي في حزب الله الذي أعلن مقتله، الجمعة، داخل سوريا، وفق ما تابعته “عربي21“، وهو الرجل الذي كان مطلوبا من أكثر من جهة دولية، وحكم غيابيا في لاهاي بتهمة قتل رفيق الحريري، إلا أن البعض فضّل أن يسميه “شبحا” تقل المعلومات المؤكدة عنه. وما عرف عنه قبل مقتله أنه يقود العمليات العسكرية للحزب في سوريا.
وبحسب ما نقله موقع “ديلي بيست” الأمريكي في تقرير سابق له، فإنه “ذو الفقار” بالنسبة إلى المقربين منه، وهو “إلياس فؤاد صعب” للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام في العام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية، والمطار.
أما بالنسبة للمحققين والقضاة في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، فهو “مصطفى أمين بدر الدين” الذي تشهد محاكمة غيابية لفريق من المتهمين بقتل رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الراحل. وهو أيضا سامي عيسى، الصائغ المسيحي الثري الذي يقود سيارة مرسيدس، ويملك يختا كبيرا، لعدد كبير من العشيقات اللواتي يستضيفهن في بيته في شمال بيروت.
وهو أيضا صافي بدر، الذي قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنه يقود التدخل العسكري لحزب الله في الميادين السورية، ويحضر شخصيا الاجتماعات التي تحضر بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن “بدر الدين” غير موجود بشكل قانوني، ووفقا لما قاله أحد المدعين في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان: “لا بيانات رسمية في لبنان تفيد بأي معلومات عن مصطفى بدرالدين، فهو لم يستخرج يوما جواز سفر، ولا رخصة قيادة، ولا تسجيلا لأي عقار باسمه في لبنان، ولا تملك السلطات أي معلومات عن دخوله إلى لبنان أو خروجه منه، ولا بيانات في وزارة المالية تفيد بأنه دفع الضرائب يوما، ولا حسابات مصرفية باسمه. فهو غير موجود، أو شبح لا يمكن اقتفاء أثره في لبنان”.
محالاوت اغتيال
الجدير بالذكر أن عماد مغنية يكون نسيبه وقريبه ورفيق دربه الطويل في حزب الله، الذي اغتال الاحتلال الإسرائيلي ابنه جهاد، في غارة نفذتها طائرة إسرائيلية دون طيار على قافلة عسكرية، كان جهاد في عدادها، إلى جانب مستشارين إيرانيين.
وقالت “نيويورك تايمز” الأمريكية حينها إن بدر الدين كان المستهدف في الغارة، إذ كان من المفترض أن يواكب الضباط الإيرانيين، لكنه غيّر خططه في آخر لحظة. والمعلوم أن ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني قتل في الغارة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينجو فيها بالصدفة من محاولة اغتيال. فقد نجا من حبل المشنقة في عام 1990، في حرب صدام حسين على الكويت، وهاجم السجون مفرجا عمن كان فيها، وبينهم بدر الدين، الذي فر إلى السفارة الإيرانية، التي أعادته إلى بيروت، ليستعيد فورا نشاطه الأمني مع الحزب.
“سامي عيسى”
أما اسمه سامي عيسى، فقد وجد الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان أثره، إذ توصل إلى قناعة مفادها بأن عيسى هذا هو ذاته بدر الدين، “وكان مالك سلسلة من محلات الصاغة والمجوهرات في بيروت، وشقة في جونية مسجلة باسم شخص آخر، ويختا مسجلا أيضا باسم رجل آخر، ويقود سيارة مرسيدس ثمينة، مسجلة هي أيضا باسم شخص آخر، وكان له عشيقات كثيرات، وشوهد مرارا في المطاعم والمقاهي مع أصدقائه”.
ويقول موقع “ديلي بيست” بأن الادعاء استفهم في المحكمة الدولية عن الدليل الذي أوصله إلى هذه القناعة، لكن لم يصل ردها بعد.
النشأة
ولد مصطفى بدر الدين في الغبيري في عام 1961. وحين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975، وكان في الرابعة عشرة من عمره، انضم مع قريبه عماد مغنية، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في عملية مشتركة مع المخابرات الأمريكية في دمشق في 2008، إلى حركة فتح، إذ كانت الغبيري مركزا للدعم الإسلامي لفتح، فكانا نواة النادي الشيعي في القوة السنية الكبيرة التي تشكلها منظمة التحرير الفلسطينية، بحسب الموقع ذاته.
ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، انشق بدر الدين ومغنية عن حركة أمل الشيعية، لينضما إلى فريق مناصر لطهران عرف لاحقا بحزب الله.
صنع المتفجرات والحريري
وعرف عنه منذ صغره بإتقانه صنع المتفجرات، حتى عرفه الإعلام بعد تفجيرات الكويت. وثمة من يظن أنه ومغنية وراء التفجير الذي أودى في عام 1983 بنحو 241 جنديا من المارينز.
ويقول محققو المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، إن الأسلوب المتبع في تفجيرات الكويت مشابه جدا لذلك المتبع في قتل الحريري.
وبحسب بيانات الاتصالات التي حللتها المحكمة، كان بدر الدين يملك 13 هاتفا خليويا أدار بها العملية، من مراقبة الحريري اللصيقة، وشراء شاحنة الميتسوبيشي التي حملت بالمتفجرات، وفبركة شريط “أبو عدس” الذي اعترف بمسؤوليته عن مقتل الحريري.
وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام حينها، فإن بدر الدين أحد المتهمين بالاغتيال، كان يدير هذه العملية من أماكن مختلفة، من جونية وحتى من فقرا، ومن داخل كازينو لبنان، بحسب ما كتب عميل “سي أي إي” السابق في لبنان، روبيرت باير، في كتابه “الجريمة الكاملة”.
الخبرات ودوره العسكري
ونشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لها، لم توضح فيه مصدر معلوماتها، قالت فيه إن إلياس صعب، أو مصطفى بدر الدين، عندما خرج من الزنزانة الكويتية، ألّف مع مغنية الوحدة 1800.
وأوردت الصحيفة أن بدر الدين صار رئيسا للوحدة 1800، ونقل تجربته إلى العراق في 2003 لتأليف الوحدة 3800 التي أخذت على عاتقها تأسيس رديف لحزب الله في العراق بين الشيعة، وكذلك كان له دور أساسي في تجميع المليشيات الشيعية في عام 2012 لمساندة النظام السوري ضد الثورة السنية التي قامت ضده.
وكان الاحتلال الإسرئيلي يرى بأنه “خليفة عماد مغنية”، ومن القليل المتوفّر أنه شقيق زوجة عماد مغنية، وأنه كان يتردّد بشكل دائم على سوريا، حيث كانت لديه مسؤوليات مرتبطة بملف حرب الحزب هناك إلى جانب النظام السوري.
وللمرة الأولى، كشف “حزب الله” صورة جديدة لبدر الدين الذي لم تكن تتوفر له سوى صور قديمة منذ الثمانينيات، في إجراء يذكّر بكشفه عن صورة القائد العسكري عماد مغنية عند مقتله في عام 2008 في دمشق.
يشار إلى أن حزب الله اللبناني أعلن في وقت مبكر الجمعة، أن مصطفى بدر الدين، أحد قادته الميدانيين، قتل في غارة جوية إسرائيلية على الحدود اللبنانية- السورية هذا الأسبوع.
وأضاف الحزب، في بيان يعلن وفاته، أن بدر الدين “شارك في معظم عمليات المقاومة الإسلامية منذ 1982”. وقال البيان إنه قتل ليل الثلاثاء.
غير أن الحزب ما لبث أن غير الموقف قائلا إن “المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد بأن انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي”، ما تسبب بمقتل بدر الدين “وإصابة آخرين بجروح”، دون أن يحدد التاريخ.
وأضاف البيان أن “التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي. وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا”.
وبحسب ما نقله موقع “ديلي بيست” الأمريكي في تقرير سابق له، فإنه “ذو الفقار” بالنسبة إلى المقربين منه، وهو “إلياس فؤاد صعب” للسلطات الكويتية التي حكمت عليه بالإعدام في العام 1984، بعد اتهامه بتفجيرات استهدفت السفارتين الأمريكية والفرنسية، والمطار.
أما بالنسبة للمحققين والقضاة في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، فهو “مصطفى أمين بدر الدين” الذي تشهد محاكمة غيابية لفريق من المتهمين بقتل رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الراحل. وهو أيضا سامي عيسى، الصائغ المسيحي الثري الذي يقود سيارة مرسيدس، ويملك يختا كبيرا، لعدد كبير من العشيقات اللواتي يستضيفهن في بيته في شمال بيروت.
وهو أيضا صافي بدر، الذي قالت وزارة الخزانة الأمريكية إنه يقود التدخل العسكري لحزب الله في الميادين السورية، ويحضر شخصيا الاجتماعات التي تحضر بحضور رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو أمين عام حزب الله حسن نصر الله.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن “بدر الدين” غير موجود بشكل قانوني، ووفقا لما قاله أحد المدعين في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان: “لا بيانات رسمية في لبنان تفيد بأي معلومات عن مصطفى بدرالدين، فهو لم يستخرج يوما جواز سفر، ولا رخصة قيادة، ولا تسجيلا لأي عقار باسمه في لبنان، ولا تملك السلطات أي معلومات عن دخوله إلى لبنان أو خروجه منه، ولا بيانات في وزارة المالية تفيد بأنه دفع الضرائب يوما، ولا حسابات مصرفية باسمه. فهو غير موجود، أو شبح لا يمكن اقتفاء أثره في لبنان”.
محالاوت اغتيال
الجدير بالذكر أن عماد مغنية يكون نسيبه وقريبه ورفيق دربه الطويل في حزب الله، الذي اغتال الاحتلال الإسرائيلي ابنه جهاد، في غارة نفذتها طائرة إسرائيلية دون طيار على قافلة عسكرية، كان جهاد في عدادها، إلى جانب مستشارين إيرانيين.
وقالت “نيويورك تايمز” الأمريكية حينها إن بدر الدين كان المستهدف في الغارة، إذ كان من المفترض أن يواكب الضباط الإيرانيين، لكنه غيّر خططه في آخر لحظة. والمعلوم أن ضابطا كبيرا في الحرس الثوري الإيراني قتل في الغارة.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي ينجو فيها بالصدفة من محاولة اغتيال. فقد نجا من حبل المشنقة في عام 1990، في حرب صدام حسين على الكويت، وهاجم السجون مفرجا عمن كان فيها، وبينهم بدر الدين، الذي فر إلى السفارة الإيرانية، التي أعادته إلى بيروت، ليستعيد فورا نشاطه الأمني مع الحزب.
“سامي عيسى”
أما اسمه سامي عيسى، فقد وجد الادعاء في المحكمة الدولية الخاصة في لبنان أثره، إذ توصل إلى قناعة مفادها بأن عيسى هذا هو ذاته بدر الدين، “وكان مالك سلسلة من محلات الصاغة والمجوهرات في بيروت، وشقة في جونية مسجلة باسم شخص آخر، ويختا مسجلا أيضا باسم رجل آخر، ويقود سيارة مرسيدس ثمينة، مسجلة هي أيضا باسم شخص آخر، وكان له عشيقات كثيرات، وشوهد مرارا في المطاعم والمقاهي مع أصدقائه”.
ويقول موقع “ديلي بيست” بأن الادعاء استفهم في المحكمة الدولية عن الدليل الذي أوصله إلى هذه القناعة، لكن لم يصل ردها بعد.
النشأة
ولد مصطفى بدر الدين في الغبيري في عام 1961. وحين اندلعت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1975، وكان في الرابعة عشرة من عمره، انضم مع قريبه عماد مغنية، الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في عملية مشتركة مع المخابرات الأمريكية في دمشق في 2008، إلى حركة فتح، إذ كانت الغبيري مركزا للدعم الإسلامي لفتح، فكانا نواة النادي الشيعي في القوة السنية الكبيرة التي تشكلها منظمة التحرير الفلسطينية، بحسب الموقع ذاته.
ومع الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، انشق بدر الدين ومغنية عن حركة أمل الشيعية، لينضما إلى فريق مناصر لطهران عرف لاحقا بحزب الله.
صنع المتفجرات والحريري
وعرف عنه منذ صغره بإتقانه صنع المتفجرات، حتى عرفه الإعلام بعد تفجيرات الكويت. وثمة من يظن أنه ومغنية وراء التفجير الذي أودى في عام 1983 بنحو 241 جنديا من المارينز.
ويقول محققو المحكمة الدولية الخاصة في لبنان، إن الأسلوب المتبع في تفجيرات الكويت مشابه جدا لذلك المتبع في قتل الحريري.
وبحسب بيانات الاتصالات التي حللتها المحكمة، كان بدر الدين يملك 13 هاتفا خليويا أدار بها العملية، من مراقبة الحريري اللصيقة، وشراء شاحنة الميتسوبيشي التي حملت بالمتفجرات، وفبركة شريط “أبو عدس” الذي اعترف بمسؤوليته عن مقتل الحريري.
وبحسب ما تناقلته وسائل الإعلام حينها، فإن بدر الدين أحد المتهمين بالاغتيال، كان يدير هذه العملية من أماكن مختلفة، من جونية وحتى من فقرا، ومن داخل كازينو لبنان، بحسب ما كتب عميل “سي أي إي” السابق في لبنان، روبيرت باير، في كتابه “الجريمة الكاملة”.
الخبرات ودوره العسكري
ونشرت صحيفة “التايمز” تقريرا لها، لم توضح فيه مصدر معلوماتها، قالت فيه إن إلياس صعب، أو مصطفى بدر الدين، عندما خرج من الزنزانة الكويتية، ألّف مع مغنية الوحدة 1800.
وأوردت الصحيفة أن بدر الدين صار رئيسا للوحدة 1800، ونقل تجربته إلى العراق في 2003 لتأليف الوحدة 3800 التي أخذت على عاتقها تأسيس رديف لحزب الله في العراق بين الشيعة، وكذلك كان له دور أساسي في تجميع المليشيات الشيعية في عام 2012 لمساندة النظام السوري ضد الثورة السنية التي قامت ضده.
وكان الاحتلال الإسرئيلي يرى بأنه “خليفة عماد مغنية”، ومن القليل المتوفّر أنه شقيق زوجة عماد مغنية، وأنه كان يتردّد بشكل دائم على سوريا، حيث كانت لديه مسؤوليات مرتبطة بملف حرب الحزب هناك إلى جانب النظام السوري.
وللمرة الأولى، كشف “حزب الله” صورة جديدة لبدر الدين الذي لم تكن تتوفر له سوى صور قديمة منذ الثمانينيات، في إجراء يذكّر بكشفه عن صورة القائد العسكري عماد مغنية عند مقتله في عام 2008 في دمشق.
يشار إلى أن حزب الله اللبناني أعلن في وقت مبكر الجمعة، أن مصطفى بدر الدين، أحد قادته الميدانيين، قتل في غارة جوية إسرائيلية على الحدود اللبنانية- السورية هذا الأسبوع.
وأضاف الحزب، في بيان يعلن وفاته، أن بدر الدين “شارك في معظم عمليات المقاومة الإسلامية منذ 1982”. وقال البيان إنه قتل ليل الثلاثاء.
غير أن الحزب ما لبث أن غير الموقف قائلا إن “المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد بأن انفجارا كبيرا استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي”، ما تسبب بمقتل بدر الدين “وإصابة آخرين بجروح”، دون أن يحدد التاريخ.
وأضاف البيان أن “التحقيق سيعمل على تحديد طبيعة الانفجار وأسبابه، وهل هو ناتج عن قصف جوي أو صاروخي أو مدفعي. وسنعلن المزيد من نتائج التحقيق قريبا”.
عربي 21