مشكلة الصيدليات العشوائية ماتزال سارية المفعول!

 
كثير منا قرأ وسمع عن مشكلة الصيدليات العشوائية التي انتشرت مؤخراً في المناطق المحررة, وكثير منا شاهدها وقد يكون “ابتاع” أنواعاً محددة من الدواء لعلاجه أو علاج بعض أفراد عائلته, وأيضاً كثير منا سمع هنا وهناك عن بعض القرارات التي اتخذتها بعض الهيئات الرقابية بإغلاق هذه الصيدليات غير الشرعية وغير المسؤولة لكن دون جدوى, فما زالت العديد من المشكلات الصحية والعلاجية تحدث بين فينة وأخرى نتيجة بيع الوصفات من البائعين أصحاب الصيدليات العشوائية التي تعمل في مناطق متفرقة رغم كل القرارات السابقة.
وبما أن المشكلة تتعلق بحياة المواطنين وأمنهم وسلامتهم بالمقام الأول, وبأخلاق المهنة الأكاديمية والتعدي عليها بشكل سافر, يتم التنويه إليها بين الحين والآخر, لأن القرار الصادر يحتاج للمتابعة والتطبيق والتنفيذ, وفي حالتنا, هناك قرارات جدية لكن أدوات التطبيق تبدو ضعيفة, أو ربما غائبة تماماً.
تقول أم عمار 31 عاماً إحدى النساء اللواتي تعرضن إلى مضاعفات صحية علاجية سلبية نتيجة تعاطيها دواء مصدره صيدلية عشوائية: “كنت دائما أشعر بضعف ووهن في الجسم مع بطء في عدد دقات القلب, وكنت أظن أن المشكلة كبيرة وهي معضلة قلبية, فذهبت إلى إحدى الصيدليات ولم أكن على علم مسبق أنها صيدلية عشوائية وغير مسجلة, وأن الصيدلاني هو مجرد بائع للدواء بغية العيش, ووصفت له حالتي فما كان منه إلا أن يعطيني علبتي دواء لعلاج حالات تتعلق بأمراض القلب, وبعد ذلك تفاقمت المشكلة وكدت أفارق الحياة, وتبين لي فيما بعد أن أعراضي كانت ناتجة عن حالات نفسية تتعلق بالقلق الشديد, أنا ألوم نفسي بالمقام الأول لأنني لم استشر طبيباً, وألوم أي صيدلية عشوائية وكل شخص يتعدى على المهنة لأنه يصف دواء لحالات على مبدأ (الأحجية!)”.
ما حصل لأم عمار ليس أول حادثة تتعلق بعشوائية التشخيص وبيع الدواء من قبل أشخاص غير مسئولين, بل تكررت هذه الحوادث أكثر من مرة وفي أكثر من منطقة, ولكن ماذا يقول الصيدلاني المتخصص حول هذا الأمر؟
الصيدلاني وليد عاشور هو صيدلاني شاب يعمل في ريف حلب الشمالي, يتحدث عن تداعيات هذه المشكلة قائلاً:
“بداية أنا صيدلاني ليس لدي الخبرة الكافية, فقد تخرجت منذ سنتين, في ظل أحداث الثورة, ورغم أنني أكاديمي ومتخصص, لا أجرؤ على تشخيص حالات المرضى, فأنا لست طبيباً, وأعرف حدودي جيداً والمسألة تتعلق بالحياة أو الموت, لذلك كيف لي أن أتصور أشخاصا قد يكونوا ممرضين أو فنيي تخدير أو حتى مدرسين, وفي بعض الحالات لا يملكون سوى شهادة التعليم الأساسية, يقومون بفتح صيدليات عشوائية وصرف وصفات الأطباء العلاجية, وتشخيص بعض حالات المرض وإعطاء المريض أدوية تخمينية!, بالتأكيد هذه مهزلة كبرى, وعلى الجهات المعنية ألا تكتفي بالقرارات بل عليها أن تقوم بتطبيقها, وعلى الأخوة المواطنين توخي الحذر من أخذ الدواء من هذه الصيدليات, للأسف مهنة الصيدلة هي أكثر مهنة أكاديمية تتعرض اليوم لتعديات فاضحة”.
هذه شهادات من مواطنين ومختصين حول مشكلة الصيدليات العشوائية التي مازالت سارية حتى يومنا هذا رغم قرارات صارمة من قبل جهات معنية بمنعها من العمل, لأن القضية حساسة للغاية وتتعلق بالسلامة العامة, والأقوال التي تبرر لهم تعدياتهم تحت بند طلب الرزق والبطالة وانقطاع سبل العمل, هي مجرد مبررات غير مقبولة, لأن هذه المهنة أكاديمية وتحتاج لدراسات عميقة وخبرة طويلة, وليست كأي مهنة أخرى!
المركز الصحفي السوري-فادي أبو الجود

اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا

 

المقالات ذات الصلة

النشرة البريدية

اشترك ليصلك بالبريد الالكتروني كل جديد:

ابحثهنا



Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

Add New Playlist