وصلت أصداء مأساة بلدة مضايا لمدينة نيويورك، ونظم ناشطون وقفة احتجاجية ومسيرة في المدينة تضامنا مع أهالي البلدة السورية بريف دمشق، والتي تعاني الحصار والتجويع منذ مدة، وطالب المحتجون المجتمع الدولي والأمم المتحدة والعالم بفك الحصار عن البلدة، وإدخال الطعام ووضع حد لجرائم النظام السوري ومليشيا حزب الله في سوريا.
وانطلقت المظاهرة في التايم سكوير بنيويورك، حيث حمل المشاركون يافطات تعرض صور بعض أطفال مضايا الذين تبدو أجسادهم جلدا على عظم من شدة الجوع، ووقفوا في عرض الساحة التي تعج بالسياح من مختلف دول العالم لإثارة انتباههم لقضية ومأساة مضايا.
وطالب المتظاهرون في نيويورك بالسماح بإدخال المساعدات والطعام للبلدات المحاصرة في سوريا مثل مضايا والفوعة وكفريا، منددين بسياسة تجويع الناس منذ أشهر التي تسببت بموت ما يزيد على أربعين شخصا.
وتوجهت المظاهرة سيرا على الأقدام نحو مقر البعثة الإيرانية ثم البعثة السورية لدى الأمم المتحدة، وهما متقاربتان في وسط المدينة، ورفع المشاركون أمام البعثة الأولى شعارات باللغة الإنجليزية من قبيل “إيران، اخرجي من سوريا”، و”يا نصر الله ألا تسمع، سوريا سوف تعود حرة”، و”إيران والأسد وداعش شيء واحد، الذي يختلف فقط هو الاسم”.
وأمام مبنى البعثة الثانية المحطة الأخيرة للمسيرة هتف المشاركون ضد الرئيس السوري بشار الأسد بشعارات كثيرة، أبرزها “ما في عنا للأبد.. يسقط بشار الأسد”، وأكدوا تحت أعلام الأمم المتحدة أن “لا حل إلا بالثورة”.
وقالت مشاركة أميركية في المسيرة -وهي من أصول فيتنامية- كيم وين إنها تشارك لعدد من الأسباب، أولها أنها عرفت بالأزمة من خلال أصدقائها السوريين واستاءت من أنه لا أحد يعرف عما يجري في سوريا، وأضافت للجزيرة نت أن بلادها عانت نفس الحرب منذ عشرات السنين، مشيرة إلى أن “التضامن هو كل ما بأيدينا أن نقوم به للفت انتباه الناس لما يحصل بهذه اللافتات”.
وطالب الناشط الأميركي المستقل بيتر كلوسترمان بلاده بإدخال المساعدات الفورية والعاجلة لأهل مضايا، وإسقاط الطعام على البلدة، معتبرا ذلك أبسط المطالب لأي إنسان.
وفي السياق نفسه، نددت الناشطة أوريانا برويكراير بـ”جرائم الأسد وقتله وتعذيبه وتجويعه لشعبه”، مضيفة في حديثها للجزيرة نت “جئت للتضامن مع السوريين، الآن يجب فك الحصار عن مضايا، وعلينا أن نستمر في القتال والمقاومة والتظاهر حتى تنتهي هذه الحرب، للأسف أن هناك من يدعم هذه الحرب وهما روسيا وبوتين، وعليهما أن يتوقفا عن ذلك لأنهما مسؤولان عما يجري”.
وعبر الناشط في شبكة تضامن الشمال-شمال أفريقيا آندي بولك عن استيائه من أعمال النظام السوري وحزب الله، واصفا في حديث للجزيرة نت تجويع مضايا بأنه خرق للقانون الدولي وجريمة حرب لا تغتفر.
وقال “مضت على الثورة السورية خمسة أعوام، ولا يزال الناس يطالبون بالديمقراطية والحرية اللتين تغيبان في ظل استمرار نظام الأسد في سوريا”.
يذكر أن دراجات وسيارات من شرطة مدينة نيويورك رافقت المسيرة منذ انطلاقها من ساحة التايم سكوير إلى نهايتها أمام المبنى الذي يضم البعثة السورية التابعة للنظام السوري لدى الأمم المتحدة.
المصدر : الجزيرة