تناولت إحدى الصحف في تقريرٍ نشرته اليوم الثلاثاء، وترجمه المركز الصحفي السوري، تناولت خلاله الشأن السوري ومسار الصراع والذي يتحول يوماً بعد يوم إلى صراعٍ دوليٍ، وذلك ماتتكفل الأيام القادمة بكشفه، وجاء في التقرير: أن النجاحات التي حققتها الجيش السوري في حلب، كانت الشيئ الذي انتظرته روسيا منذ بداية تدخلها العسكري، في سوريا في أيلول من العام الفائت، وذلك لتهيئة قوات النظام السوري والقيام بهجوم مضاد ضد فصائل المعارضة المسلحة
ومع ذلك، فحتى وقت قريب، كان قوات الأسد عاجزة عن استغلال الدعم الجوي الروسي، الأمر الذي تم تلافيه هذه الأيام، ولكن يجب علينا عدم توقع نصر قريب لحكومة دمشق، بالرغم من الدعوات التي مازالت فصائل المعارضة توجهها للدول الخارجية، للتدخل في سوريا، وخاصة منهم السعوديون والأتراك، الأمر الذي إن حدث، سيتم تحويل الحرب مرة أخرى، ومع وجود كل ٍ من الولايات المتحدة وروسيا والقوى الإقليمية المعنية مباشرة، يمكن أن تصبح سوريا ساحة المعركة الأولى في هذه المسابقة العالمية للقوة والنفوذ، بعد توقفٍ دام 25 عام.
تتابع الصحيفة تقريرها الذي ترجمه المرز الصحفي السوري، من الصعب التنبؤبعواقب مثل هذا التطور، والسؤال هنا:
هل ستقوم تركيا بعمليات عسكرية ضد المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سوريا؟
هل ستقوم بقصف وحدات الجيش السوري؟
هل سيقوم السعوديون بمهاجمة تنظيم الدولة فقط؟،
أم ستقوم بالهجوم على مواقع تواجد الميليشيات الإيرانية وحزب الله أيضا؟
هل ستقوم إيران بإرسال المزيد من القوات؟ ما هو دور الجيش الأمريكي؟
ماذا سيفعل الروس إذا تعرض حلفائهم السوريين للهجوم وتكبدوا خسائر؟
ماذا سيكون رد الفعل الروسي إذا تعرضوا إلى خسائر خاصة بهم على أيدي الأتراك؟
هل ستقوم موسكو بتدمير الدبابات التركية واسقاط المقاتلات التركية باستخدام منظمة الدفاع الجوي S-400، وخصوصاً بعد حادثة اسقاط تركية للمقاتلة الروسية؟
هل تقوم موسكو بتسليح أكراد تركيا؟
هل ستدفع أي من هذه الحلالات بحلف شمال الاطلسي بتفعيل المادة الخامسة من معاهدة واشنطن، والتي تنص على أن أي هجوم على حليف واحد هو اعتداء على جميع الحلفاء؟
وفي حال حدوث أي من هذه الحالات، فإن البيئة الاستراتيجية العالمية برمتها ستتغير.
و سوريا اليوم تشبه إسبانيا في الثلاثينيات من القرن الماضي، ولكن المفارقة المريرة هي أنه، في نهاية كانون الثاني، بدأت عملية التفاوض في جنيف، والتي كانت تهدف إلى إحلال السلام في سوريا، بعد ما يقرب من خمس سنوات من الصراع المدمر، وإلقاء اللوم على الأحداث في حلب لانهيار هذه المحادثات، أمرٌ يجانب الصواب، فلم يكن هناك اتفاق على وقف إطلاق النار متفق عليه مسبقا. وربما لو استطاعت قوات المعارضة تحقيق أي تقدم على حساب قوات الأسد، لكانت استمرت في المفاوضات، وتبقى القضية الحقيقية هي عدم رغبة الجهات الفاعلة إقليمياً ( دمشق وطهران وأنقرة والرياض) لتقديم أي تنازلات.
ومن جهة أخرى، فقد شهدت تطورات الأوضاع في سوريا نوعاً من التعاون الاستراتيجي بين كل من روسيا والولايات المتحدوة الأمريكية، وذلك لقناعة الطرفين على عدم القدرة على تحقيق كل ما يريد، ومع ذلك، لم يتغير العالم كثيراً منذ الحرب الباردة، وذلك عندما بقدرة كل من الطرفين على التقرير نيابة عن الآخرين، والقيام بمحاسبتهم، أما في الشرق الأوسط، فإن الجهات الفاعلة الإقليمية هي في الطليعة.
ختمت الصحيفة تقريرها الذي ترجمه المركز الصحفي السوري، دخلت منطقة الشرق الأوسط في فترة من المحتمل أن تستمر لعقدين من الزمن، وبالتالي سوف يكون هناك القليل من السلام والكثير من القتال. وسيكون للغرباء دورٌ محدود هناك، وفي كثير من الأحيان حدوث فهم محدود لما يجري، ومسؤوليتهم الأولى هي العمل لإيجاد حلول، وهذا من شأنه أن ينقذ الأرواح وتهيئة الظروف للتعايش في مرحلة ما بعد الصراع.
هل يجب عليهم التخلي عن هذه الجهود وانخراطهم في الصراع، فمن الممكن جداً أن تصبح سوريا وبسهولة كبيرة إسبانيا أخرى، هذا التحذيرالذي ذهب أدراج الرياح، وحدثت وقتها كارثة كبيرة.
ترجمة المركزالصحفي السوري ـ محمد عنان
اضغط للقراءة من المصدر