بعيداً عن الكذب والنفاق للأمم المتحدة في تقديم المساعدات لأهالي حلب بعد فك الحصار، قابلتها مشاعر المحبة والصدق من جارتها إدلب بإسراعها بتقديم المساعدات الإنسانية.
ولسان حال الأهل في مدينة إدلب، يشير إلى كرمهم وخصوصاً لمن كان بحاجة للعون والمساعدة فمن زار بساتين المدنيين فيها شهد لهم بذلك.
بعد أن شهدت حلب تصعيداً عنيفاً في القتال خلال الأيام الماضية، وبعد فك حصار أحكمه النظام على المدنيين لتجويعهم وتركيع ولائهم، نجحت قوى المعارضة في فك الحصار والاستمرار في التحرير لتخليص المدنيين من نظام لا يرحم كبيرهم ولا حتى صغيرهم.
مشاعر الفرح بفك الحصار لمن طلب العون امتزجت بمشاعر الأخوة والمحبة بين السوريين، وها هي إدلب الخضراء تسرع بالمساعدات، حيث أكدت مصادر المعارضة السورية أن يوم الأحد (السابع من آب/أغسطس 2016) تم دخول أول قافلة مساعدات إنسانية من مؤسسات أهلية مكونة من مواد غذائية، وصلت إلى أحياء حلب الشرقية التي تم السيطرة عليها من قبل فصائل المعارضة، في الوقت الذي تشن فيه طائرات مروحية روسية وسورية غارات على مواقع المعارضة.
يكشف أبو عمر عن شكره لأهالي مدينة إدلب “الحمد لله على فك الحصار والحمد لله على حسن الجوار.. ما قدم إلينا من مساعدات وخصوصاً الغذائية المحلية جعلتني أشعر بعظمة تلك المواقف التي تبين مكانتك عن الآخرين”.
ورغم سياسة الحصار التي تحولت في السنوات الأخيرة للحرب السورية، إلى سلاح حرب رئيسي يستخدمه نظام بشار حالياً لحصار الآلاف من السوريين للضغط عليهم بسياسة “الغذاء مقابل الولاء” مع فقدان تام للشرعية.
إلا أن ما حدث في حلب من قوة في العزيمة وكسر لليد الخانقة، جعل التفاؤل يسيطر على الأهل في سوريا ويزداد الرفض للاستسلام.
كما أشار النشطاء إلى إمكان إدخال قوافل أخرى إلى الأحياء المحاصرة، تزامناً مع محاولات جيش الفتح وفصائل في المعارضة المسلحة توسيع مناطق سيطرتها في المدينة ومحيطها.
يدمدم جار أبي عمر “لن ننتظر معونات أممية ولا وعودا بمساعدات.. مادام الأهل في سوريا يمدون لنا يد العون والمساعدة بحنية وفضل الغرباء الذين يقفون موقف الصامت حيال آلام الموت والمعاناة اليومية”.
لا خوف بعد اليوم مع استمرار الانتصارات وتحطيم قيد الحصار على الأهل في سوريا، وكما يقال “ما بعد الضيق حتماً سيأتي الفرج”.
المركز الصحفي السوري- بيان الأحمد.