تقمّص مسؤول سوري دور الجمعيات والمبادرات الأهلية بالدعوة إلى مقاطعة السلع المرتفعة الثمن، لا سيما الحلويات، بدلًا من وضع حد لارتفاع أسعارها.
وقال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في محافظة دمشق، عدي شبلي، خلال لقاء مع إذاعة “المدينة إف إم” المحلية أمس، الأحد 17 من أيار، إن أحد الحلول لتخفيض أسعار الحلويات هو بالتوقف عن شرائها، داعيًا الأهالي لصناعتها في منازلهم.
وأضاف المسؤول أن هذه المشكلة ليست قضية قانون وعقوبة، بحسب تعبيره، بل مشكلة اجتماعية يشترك بها الجميع، مشيرًا إلى أنه لا يمكن الفرار من قانون العرض والطلب، ولا بد للمستهلكين مقاطعة التجار الذين يرفعون أسعارهم.
وأثار ارتفاع أسعار الحلويات في مناطق سيطرة النظام حالة استياء بين الأهالي، وصلت إلى شكاوى في وسائل الإعلام، من بينها موقع جريدة “الوطن“.
“جمعية البوظة والحلويات”: رخيصة بالمقارنة مع بقية الدول
وسجلت أسعار الحلويات ارتفاعات بأرقام غير مسبوقة، مع تخطي أسعار أصناف منها حاجز 30 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ يتجاوز نصف راتب موظف حكومي (يبلغ المتوسط 50 ألف ليرة).
وأقر رئيس “جمعية البوظة والحلويات” في دمشق، محمد بسام قلعجي، قبل أيام، بأن سعر الحلويات وصل إلى 32 ألف ليرة لـ”الإكسترا”، أما أسعار “البلورية” و”المبرومة” فهي 16 ألف ليرة، بحسب ما نشرته صحيفة “تشرين” الحكومية.
وبرر قلعجي ارتفاع أسعار الحلويات في الأسواق، بارتفاع أسعار جميع المواد الداخلة في صناعتها، من سمن حيواني ونباتي وطحين وسكر، إضافة إلى ارتفاع أجور اليد العاملة.
واعتبر قلعجي أنه على الرغم من الارتفاع الحالي لأسعار الحلويات، لا تزال أسعارها في سوريا رخيصة بالمقارنة مع بقية الدول.
المواطن هو المسؤول!
ويتزامن ارتفاع أسعار الحلويات مع زيادة ملحوظة بأسعار معظم المواد الأساسية والسلع، لا سيما المواد الغذائية.
كما ارتفع سعر صرف الليرة السورية إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، ليبلغ 1820 ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بحسب موقع “الليرة اليوم”.
وعزا مدير مديرية الأسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، تمام العقدة، السبت الماضي، ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب على السلع والمواد قبل عيد الفطر المبارك، على اعتبار الأسواق محكومة بالعرض والطلب.
وأضاف العقدة أن نشرات أسعار السلع الغذائية والاستهلاكية، التي تصدرها المديرية، لم تطرأ عليها أي تعديلات.
وألقى باللائمة على المواطنين لعدم وجود كثافة في الشكاوى التي ترد إلى المديريات، ما يشكل عائقًا أمام ضبط الأسواق، بحسب رأيه.
السوريون بلا أمن غذائي
ويعاني 9.3 مليون سوري من انعدام الأمن الغذائي، بالتزامن مع ارتفاع ملحوظ بالأسعار، وتراجع النشاط الاقتصادي مع تفشي جائحة فيروس “كورونا المستجد” (كوفيد- 19)، بحسب “برنامج الغذاء العالمي“.
وسبق أن أعلن البرنامج التابع للأمم المتحدة أن أسعار المواد الغذائية في سوريا ارتفعت بمعدل 107%، خلال عام واحد.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، أقال قبل أيام وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، عاطف النداف، وعيّن طلال البرازي الذي كان يشغل منصب محافظ حمص بدلًا عنه.
عنب بلدي