ترى الإدارة الأمريكية، أن الغارات الجوية التي تشنها المقاتلات الروسية في سوريا، تستهدف فصائل المعارضة السورية المعتدلة، بدلًا من تنظيم الدولة الإرهابي، وأن التنظيم هو المستفيد من ذلك.
وفي معرض رده على سؤال حول رأيهم فيما إذا كانت الغارات الروسية ضد المعارضة السورية المعتدلة، لمصلحة تنظيم الدولة، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية ، رفض الكشف عن اسمه، “بالتأكيد، إننا نرى أدلة ذلك”، مشيرًا أن الغارات تهدف في نفس الوقت، لدعم النظام السوري.
وأضاف المسؤول الأمريكي، أن “دعم نظام الأسد المسؤول عن ظهور تنظيم الدولة، يتناقض مع هدف الحرب ضد التنظيم”، لافتًا أن “الولايات المتحدة الأمريكية تحارب ضد تنظيم الدولة فقط، وهذا هدفنا الوحيد”.
وأكد المسؤول أن اتخاذ خطوات تساهم في بقاء النظام السوري الحالي في الحكم، سيؤدي إلى استمرار العداء بين فئات الشعب السوري، وأن ذلك سيقف عائقًا أمام مكافحة داعش بطريقة منظّمة.
من جانبه، أشار الدكتور عمرو عزام، الخبير في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة شوني في ولاية ولاية أوهايو الأمريكية، إلى أن الغارات الروسية ضد المعارضة السورية، تفيد بالدرجة الاولى، تنظيم الدولة، مبينًا أنه في الوقت ذاته، هناك تقارير تكشف استغلال منظمة “حزب الاتحاد الديمقراطي” للغارات الروسية، للتقدم باتجاه المناطق السورية الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات.
وقال عزام إن الهدف الرئيسي للغارات الروسية، هو “إعادة تاهيل النظام السوري، ليكون المواجه الوحيد لتنظيم الدولة”، وأنه عند تحقيق ذلك، ستُخيّر روسيا بين النظام والتنظيم، مشيرًا أن روسيا وإيران تعملان خلال الأعوام الاخيرة على تطبيق الخطة نفسها.
ولفت عزام أن “المعارضة السورية تشكّل خطرًا على النظام السوري، أكثر من تنظيم الدولة ، لأنها بديل له في سوريا، أما تنظيم الدولة فليست كذلك، وروسيا مدركة لهذا الأمر، ولهذا تقصف المعارضة أولاً بدلا من قصف التنظيم، ولا يهمها استفادته من ضرباتها الجوية، أولويتها هو تأسيس معادلة “إما التنظيم أو النظام”.
وأردف عزام قائلًا: “روسيا تتبع سياسة قصيرة النظر في سوريا، ولكن الامر الوحيد الذي يهم روسيا وإيران اليوم، هو إبقاء الأسد في السلطة بأي شكل كان، وجعله البديل الوحيد للتحالف الدولي في مواجهة تنظيم الدولة”.
وفي إشارة إلى تحركات القوى الكردية في المنطقة، قال عزام “أرى أن صالح مسلم (رئيس منظمة الاتحاد الديمقراطي) يسوق الأكراد السوريين إلى نقطة خطيرة”، مشددًا أن “الولايات المتحدة الامريكية لن تتخلى عن تركيا لأجل منظمة كردية في سوريا”، وأن “البارزاني يجيد التعامل مع التوازنات السياسية في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها المنطقة”.
المصدر: القدس العربي – الأناضول