تصاعدت المطالبات بين مزارعي البندورة في محافظة طرطوس، مؤكّدين على الحاجة الملحة لتدخل الجهات المختصة لدعمهم، وضمان تسويق إنتاجهم، وفتح باب التصدير للفائض، بما يتيح لهم الاستمرار في الزراعة، التي تعتبر مصدر رزقهم الأساسي
وأكد عدد من مزارعي البندورة المحمية أن استمرارهم في الزراعة مرهون بتسهيل تسويق المحصول، وتمكينهم من تصدير الفائض لتغطية تكاليف الإنتاج، وتلبية احتياجات السوق المحلية والدول المجاورة، إذ يتميز إنتاجهم بالجودة العالية وقدرته على المنافسة
وأوضح المزارع أحمد معلا لصحيفة الثورة أن بداية الموسم الشتوي تشكل ضغطًا كبيرًا على الفلاحين بسبب ارتفاع أسعار مستلزمات الزراعة، مثل النايلون والشريط والبذار والأسمدة، إضافة إلى ارتفاع أسعار العبوات اليدوية، وارتفاع أجور اليد العاملة، وعمولة سوق الهال التي تصل إلى ٧.٥٪، وخصم ٣٪ من الإنتاج، ما يجعل المزارع يتحمل غالبية الخسائر نتيجة تقلبات العرض والطلب
وفي السياق نفسه، بيّن المزارع غسان حمود أن تكلفة تجهيز بيت بلاستيكي تتراوح بين ٧ و٨ ملايين ليرة، بينما يصل سعر عبوة الفلين إلى ٧ آلاف ليرة، مما يشكل عبئًا كبيرًا على المزارع، داعيًا إلى البحث عن حلول بديلة مثل استخدام عبوات بلاستيكية ذات جودة عالية أو تحميل التاجر جزءًا من تكلفة العبوة، كما هو معمول به في بعض الدول المجاورة
وأشار المزارع علي سليمان إلى ما أسماه بالغبن الذي يعاني منه الفلاح في سوق الهال بسبب زيادة عمولة التجار بنسبة ٢.٥٪ عن الحد القانوني، بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن الكوارث الطبيعية، والتي يتحملها المزارع دون أي تعويض، رغم أن أغلب البيوت البلاستيكية مرخّصة رسميًا، كما شدد على ضرورة تأمين المازوت الزراعي، وتجهيز مصارف المياه قبل الموسم، وضمان مراقبة نوعية وأسعار الأسمدة والأدوية الزراعية، وحماية الإنتاج من منافسة الاستيراد
من جانبه، أوضح المهندس رائد مصطفى، رئيس فرع اتحاد الفلاحين بطرطوس، أن الزراعة المحمية تعد ركيزة أساسية في الاقتصاد الزراعي بالمحافظة، وتشكل جزءًا كبيرًا من الإنتاج السنوي للبندورة والخيار والفليفلة والباذنجان، إذ توفر إنتاجًا مستمرًا على مدار العام، وتغطي احتياجات السوق في فترات ندرة الإنتاج المكشوف، إضافة إلى توفير فرص عمل في الريف وتحقيق مردود اقتصادي جيد
ولفت مصطفى إلى أن مزارعي البندورة يواجهون تحديات كبيرة تشمل ارتفاع تكاليف الإنتاج، صعوبة تأمين المستلزمات في الوقت المناسب، انتشار بعض الأمراض النباتية والحشرية بسبب الظروف المناخية غير المستقرة، وغياب تسعيرة عادلة تضمن ربح الفلاح أمام تقلبات السوق، وأكد أن مطالب الفلاحين تشمل توفير مستلزمات الإنتاج بأسعار مدعومة وثابتة، وضبط الأسعار في الأسواق المحلية، وتفعيل دور الجهات المختصة في تسويق الإنتاج، سواء عبر المؤسسة السورية للتجارة أو عبر تصدير الفائض
كما أشار إلى أن الموسم الشتوي يضيف تحديات إضافية، أبرزها ارتفاع تكلفة التدفئة والمازوت، والأضرار المحتملة للبيوت البلاستيكية بسبب الرياح، وارتفاع أسعار مستلزمات التغطية والتعقيم والتسميد، ونقص الأيدي العاملة في بعض المناطق. ومع ذلك، أشار مصطفى إلى أن تراجع عدد البيوت البلاستيكية خلال العامين الأخيرين نتيجة ارتفاع التكاليف وضعف المردود الاقتصادي يمكن عكسه إذا تم توفير الدعم المطلوب، بما في ذلك القروض الميسرة، وخفض أسعار المازوت، وتوفير مدخلات الإنتاج بأسعار مناسبة، وتطوير خدمات الإرشاد الزراعي والرقابة الصحية على المحاصيل للحد من الأمراض والآفات








This post answered a question I’ve had for ages. Thank you!