قال مسؤول العلاقات الخارجية لمركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا نضال شيخاني: ان القنابل الفسفورية التي تستخدمها القوات الحكومية الروسية ضد مناطق المعارضة السورية وخاصة في محافظة حلب تُعتبر نوعاً من أنواع الأسلحة الخطيرة، مؤكدا أن استخدامها يُعدّ جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية على حد سواء مستنداً في ذلك إلى البروتوكول الثالث الإضافي لاتفاقية الأمم المتحدة المتعلقة بالأسلحة التقليدية منع استخدام الفوسفور كسلاح هجومي.
واشار خلال اتصال خاص مع «القدس العربي»، إلى اتفاقية «جنيف» لعام 1980، التي منعت استخدام الفوسفور الأبيض لما له من آثار تدميرية على الإنسان في المناطق التي يقطنها المدنيون.
واعتبر مسؤول العلاقات الخارجية لمركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سوريا، استخدام موسكو للسلاح الفوسفور والأسلحة المحظورة دولياً ضد المعارضة السورية يسير وفق «نسق إجرامي»، متضمناً تكرار سلوك ما من قبل الجهة المستخدمة للسلاح بشكل اعتيادي.
واستطرد المصدر: «التقديرات لوتيرة هذه الانتهاكات باستخدام أسلحة تقليدية ذات التأثير المماثل للأسلحة الكيميائية ليست إلا سياسة حديثة تَعمد إلى استخدام هذه الأسلحة على نطاق محدود وبمناطق متباعدة جغرافياً لقياس رد فعل المجتمع الدولي على إمكانية استمرار استخدامها سعياً لإبادة الحياة في المناطق المستهدفة في ظل غياب ردود الأفعال الرادعة لهذه الانتهاكات وتكرارها.
ورأى شيخاني أن السلاح الفوسفوري الأبيض من المواد القاتلة الخطرة للغاية، إذ إنه يشتعل لدى تعرضه للهواء ويُنتج ثالث وخامس أكسيد الفسفور بالإضافة إلى حرارة كبيرة وانفجار هائل ودخان كثيف، ولدى ملامسته للأفراد تحدث حروق عميقة وبليغة في الجلد مع آلآم مُبرحة وموت كامل للأعضاء المصابة، ويزيد في خطورته قدرته العالية على الذوبان في الدهون والنفاذ السريع إلى داخل جسم المصاب وإكمال تفاعله واحتراقه داخل الجسم.
أما بالنسبة للتنوع الحيوي فيؤدي انتشار هذه المادة واحتراقها إلى تدمير النظام البيئي الطبيعي من حيوانات ونباتات، وتلويث المنتجات الزراعية التي يتم تناولها عن طريق السلسلة الغذائية فيما بعد.
وعمدت موسكو بحسب المسؤول في مركز توثيق الانتهاكات إلى استخدام السلاح الفوسفوري تحت مظلة وذريعة محاربة الإرهاب، إلا أنها لا زلت تمارس عملياتها العسكرية الشرسة لمساندة نظام الأسد في حربه على الشعب، وقد استخدمت هذه المادة بذرائع بعض الثغرات والمتناقضات القانونية الموجودة في الاتفاقية الدولية.
وفيما يتعلق بالتقييم الدولي حول استخدام الطائرات الحربية الروسية السلاح الفوسفوري ضد مناطق المعارضة السورية، وصف شيخاني المواقف الغربية، بـ «الدعاية الأمريكية» التي أضحكت السوريين وأَخص أهالي ضحايا مجزرة الغوطتين عام 2013، أما بالنسبة لردود الأفعال حيال ذلك فاعتقد بأنها لن تتجاوز مرحلة القلق المستعصي لدى المسؤولين عن ضبط فداحة هذا الإجرام الذي استباح كل المحظورات الدولية والإنسانية وحَوّل سـوريا إلى ساحة تجارب لأسلحته الفتاكة وقَتَل وأباد كل شيء حي.
وختم المسؤول: «الصمت الدولي ومؤثراته قد دعم هذه الإنتهاكات ورسخ مفاهيم الإجرام لدى مستخدمي هذه السموم لتكرار استخدامها طالما أنها سبق ومَرّت بدون مساءلة فإن استخدام النابالم وغيرها من الأسلحة الحارقة هو جريمة ضد الإنسانية ويجب التعامل معها بصرامة وإلا فسوف تزيد الأمر تعقيداً يوماً بعد آخر».
سلامي محمد
القدس العربي